خرج مارك زوكربورغ سليما و بدون أيّ أضرار من جلسة الإستماع الأولى أمام الكونغرس, ليلة أمس الثّلاثاء 10 أفريل 2018. و قد تمكّن من هذا, بقسم كبير, بسبب أنّ معظم سيناتورات الكونغرس طرحوا عليه أسئلة لا علاقة قويّة لها بكيفيّة إشتغال منظومة فايسبوك في حدّ ذاتها. و لم يغوصوا في الحلول الممكنة للإشكاليّات المطروحة, و لم يحاولوا حتّى أن يتبيّنوا للمشاهدين سبب إستدعائهم للمدير التّنفيذيّ للشّبكة الزّرقاء !
إذن, الإفرازات الّتي نستشفّها من اليوم الأوّل لجلسات الإستماع لمارك زوكربورغ, من طرف الكونغرس الأمريكيّ, هو أنّه بدا من الواضح أنّ العديد من “صنّاع القوانين” الأمريكييّن هم “أمّيون” عندما يتعلّق الأمر بتكنولوجيّات القرن الحادي و العشرين !
و كنتيجة لهذا, فقد مرّ الكونغرس بجانب الحدث تقريبا, بما أنّ الإشكال الّذي كان من المفروض أن يكون محور جلسة الإستماع, هو ” خصوصيّة الشّبكات الإجتماعيّة و إستعمال البيانات و إستغلالها السّيء.” , كما أسماها السّيناتور شاك غراسلي, و لم يتمّ التّركيز عليها و إستنطاق زوكربورغ كما ينبغي للظّفر بإجابة شافية. حيث أفادت صحيفة CNN في هذا الصّدد, بأنّ البلاد كانت تحتاج نقاشا “ذكيّا” حول الخصوصيّة السّيبرنيّة, لكن ما تمّت مشاهدته ليلة البارحة كان أسئلة ممجوجة و سجالا عقيما.
لكن كانت هناك بعض الإستثناءات, على غرار مداخلة السّيناتور كامالا هاريس من كاليفورنيا, و الّتي ضغطت على زوكربورغ في وقت ما من الجلسة (كما لاحظنا) ,حول فشله في توضيح كيف عمد فايسبوك إلى تعقّب أنشطة مستعمليه بشكل مكثّف و مجحف, بعيدا عن المنصّات الّتي تمتلكها شركة Facebook , و كيف أنّ الشّركة لم تعلم مستخدميها في سنة 2015, بأنّ بياناتهم قد تمّ الإستحواذ عليها في إطار حادثة Cambridge Analytica الشّهيرة !
