رفضت شركة بوينغ العملاقة دفع فدية ضخمة قدرها 200 مليون دولار أمريكي لمجموعة من قراصنة برامج الفدية الذين سرقوا بيانات حساسة من الشركة في عام 2023.
وتعود هذه الواقعة إلى هجوم إلكتروني استهدف أنظمة بوينغ باستخدام برمجيات الفدية LockBit سيئة السمعة، حيث تمكن القراصنة من سرقة 43 جيجابايت من البيانات، تضمنت نسخًا احتياطية لإعدادات برامج الإدارة التقنية والمعلوماتية وسجلات لأدوات المراقبة والتدقيق.
وبعد الهجوم، طالب القراصنة بوينغ بدفع فدية هائلة بقيمة 200 مليون دولار مقابل فك تشفير البيانات المسروقة. إلا أن بوينغ رفضت الخضوع لمطالب القراصنة، معلنةً عزمها على مواجهة التهديدات الإلكترونية بكل حزم.
يُذكر أن هجوم برامج الفدية لم يتسبب في أي ضرر مباشر لسلامة الطيران أو كفاءة العمليات التشغيلية في بوينغ، لكنه أثر على بعض العناصر المرتبطة بأعمال قطع الغيار والتوزيع.
وتعتبر هذه الحادثة مثالاً صارخًا على ازدياد جرأة قراصنة الإنترنت في استهداف الشركات الكبرى وابتزازها بمبالغ ضخمة. كما تُظهر تصميم بوينغ على مقاومة هذه التهديدات وعدم الخضوع لمطالب القراصنة، ممّا يُمثل خطوة هامة في مكافحة جرائم الإنترنت.
وفي سياق متصل، وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات لدميتري يوريفيتش خوروشيف، المتهم بأنه مطور ومدير برمجيات الفدية LockBit. وتضمنت لائحة الاتهام معلومات عن هجوم بوينغ، ووصفت طلب الفدية بـ “الكبير للغاية”.
يُعد هذا الهجوم بمثابة تذكير للشركات بضرورة تعزيز أنظمتها الأمنية الإلكترونية والاستعداد لمواجهة هجمات برامج الفدية المتطورة.
من المهم أيضًا الإشارة إلى أن رفض بوينغ دفع الفدية يُمثل رسالة قوية لجميع قراصنة الإنترنت مفادها أن الشركات الكبرى لن تخضع لمطالبهم ولن تُرضخ لابتزازهم.
وبشكل عام، تُظهر هذه الحادثة أهمية التعاون بين الشركات والحكومات في مكافحة جرائم الإنترنت، من خلال تبادل المعلومات والخبرات وتطوير تقنيات جديدة لمقاومة هجمات برامج الفدية.
