لعبة “تحدّي الحوت الأزرق” أو “Blue Whale Challenge” قد لا تعني لكم شيئا, لكنّها إحدى الظّواهر الحقيقيّة مؤخّرا في عالم ألعاب الفيديو و الشّبكات الإجتماعيّة, بل إنّها أصبحت ظاهرة “جنائيّة” بما أنّها تسبّبت في عشرات حالات الإنتحار لمراهقين من عدّة بلدان من العالم !
نعم , الأمر حقيقيّ, فقد ذكرت تقارير عالميّة بأنّ هذه اللّعبة الجديدة خطيرة للغاية, و قد تسبّبت في موت 130 مراهق و مراهقة على الأقلّ, في روسيا لوحدها, مؤخّرا .
هذا و بدأت أجهزة الأمن البريطانيّة, من جهة أخرى, في تحذير الأولياء من خطر هذه اللّعبة المميتة.
لعبة The Blue Whale Suicide Game هي عبارة عن مجموعة (group) على شبكات التّواصل الإجتماعية تشجّع النّاس على قتل أنفسهم !
و هناك مئات آلاف المنشورات المرتبطة بهذه الظّاهرة “المرضيّة” حاليّا على منصّة إنستاغرام .
المشرفون على هذه المجموعة يحدّدون مهامّ أو وظائف يوميّة في إطار هذا التّحدّي , على أعضاء المجموعة أن يقوموا بها و أن ينهوها في أقلّ من 50 يوما.
هذه المهامّ المرعبة تشمل إيذاء هؤلاء المشاركين لأنفسهم بإستعمال أدوات حادّة ( رسم صورة حوت أزرق على أيديهم بإستخدام سكّين ! ) , و مشاهدة أفلام رعب قصوى, و النّهوض من النّوم في أوقات غير معتادة , لكن هذه المهامّ تبدأ في التّطوّر شيئا فشيئا لتصبح ذات خطورة قصوى تصل حتّى الإنتحار !
فعلى إمتداد مهلة الخمسين يوما, يقود المشرفون على اللّعبة و المتحكّمون بها من رواء ستار الشّبكة الإجتماعيّة, ضحاياهم من الأطفال و الشّباب إلى الإنتحار بأشكال مختلفة !
هذا و حذّرت السّلطات في بريطانيا و غيرها من الدّول حول العالم, بشدّة, الأولياء من هذه اللّعبة, داعية إيّاهم إلى الإحاطة بأبنائهم و الإقتراب منهم أكثر , و عدم تركهم ينجرفون وراء جنون جماعات العالم الإفتراضيّ .
يذكر أنّ لعبة “تحدّي الحوت الأزرق” ظهرت لأوّل مرّة في روسيا سنة 2013, قبل أن تمتدّ إلى عدّة دول حول العالم ( الأرجنتين, البرازيل , بلغاريا, الشّيلي, الصّين , كولومبيا, جورجيا, أوكرانيا, إيطاليا ( جوان 2016) , باكستان, كينيا, البرتغال, الباراغواي, صربيا, إسبانيا, الأوروغواي, فينزويلا, الولايات المتّحدة ) . لكن الخطير أنّ حمّى هذه اللّعبة القاتلة وصلت حتّى البلدان العربيّة, حيث تمّ تسجيل أوّل ظهور لها في المملكة العربيّة السّعوديّة في بدايات شهر جوان الماضي, بعد أن قام طفل سعوديّ يدعى “مطلق عفاس البوغامي” , يبلغ من العمر 13 سنة فقط, بالإنتحار في غرفته, بإستخدام أسلاك جهاز “بلاي ستايشن” الخاصّ به. و قد إرتبطت هذه الحادثة بلعبة Blue Whale , حسب شهادة والدة الضّحيّة , و حسب التّحقيقات و البحث في حسابات و شبكات الطّفل الإجتماعيّة الإفتراضيّة الخاصّة به .
و ها أنّ الكويت تشهد منذ أيّام قليلة, ثلاث حوادث إنتحار في أقلّ من شهر , مرتبطة , حسب التّحقيقات, باللّعبة الإلكترونيّة المميتة !
