“فورد T”، الغنية عن التعريف، والأيقونة استطاعت تحقيق نجاح عالمي باهر. أما موديل TT، ورغم أنه غير معروف بما فيه الكفاية، فقد كان له تأثير واضح في إطلاق تشكيلة الشاحنات النفعية المعاصرة والشاحنات الصغيرة، التي تعد فورد ترانزيت واحدة منها.
وشكلت فورد TT، التي تم إطلاقها منذ 100 سنة، أول شاحنة نفعية من فئة طن واحد تم تصنيعها من قبل فورد. وكل مالك كان بإمكانه تشخيص الهيكل بفضل مكان الشحن القادر على نقل كل أنواع البضائع.. وأطلقت هذه العربة في بداية الأمر بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان جزء كبير منها يصنع بأوروبا، وتحديدا بمانشستر ببريطانيا.
وتعد فورد TT أكثر طولا وقوة من طرازلT، مع مقصورة تتسع إلى راكب واحد إضافة إلى السائق. ولتشغيل المحرك كان لازما اعتماد دراع التدوير بمقدمة العربة. وللمزيد من الراحة، اقترحت فورد على زبنائها، بشكل اختياري، عجلات مملوءة بالهواء بدلا من المطاط الصلب. واليوم، ابتكرت فورد طرازات أسطورية من قبيل Transit، وTransit Connect، Transit Custom، وبيكوب Ranger.
لحظات من التاريخ…
على مر السنين، كانت شاحنات فورد تتم سياقتها من قبل الفلاحين، وأولياء الأسر، والجنود، والمقاولين، وربابنة سيارات السباق وحتى المنقبون عن الذهب، وهذا التنوع إلى جانب قدرة الشحن المتميزة والموثوقية النموذجية هو ما مكن فورد TT من الحفاظ على ريادتها التجارية خلال كل هذه العقود الماضية.
ومع ذلك، فإن هذا النجاح لم يحدث بين عشية وضحاها. فكل شيء بدأ سنة 1917 (أي بعد 9 سنوات من إطلاق طراز TT)، عندما شرع العديد من الزبناء من تقديم طلبيات إلى فورد لتصمم عربة تكون أكثر قوة وعلى استعداد للعمل في ظروف أكثر صعوبة.
ومن خلال قدرتها على نقل حمولة من طن واحد، فإن TT ساهمت في تغيير الطريقة التي كان يعمل بها الجميع في ذلك الحين. وفي الأصل كانت فورد TT تسوق بهيكل عار تماما. وكان مالكوها يقومون بتوفير الإطارلتكييف السيارة بالاستعمال الموجه لها.
هكذا، ومع كل جيل جديد، نجحت فورد في ابتكار وإضافة وظائف تستجيب بشكل أدق لمختلف حاجيات زبنائها.
سيارات نفعية متعددة الوظائف
باعت فورد أزيد من 1.3 مليون سيارة من طراز TT، قبل تعويضها سنة 1928 بالطرازات A وAA. وبعد بضع سنوات، توصلت فورد موتور كومباني بأوستراليا برسالة محررة من قبل زوجة مزارع. وتلتمس هذه الرسالة من فورد صنع عربة تسمح في الوقت ذاته للمرأة وزوجها باستعمالها في المدينة خلال نهاية الأسبوع، وأن تكون قادرة، أيضا، على نقل الحيوانات للسوق. وفي هذا السياق ظهرت إلى الوجود سنة 1934 سيارة فورد كوبيه النفعية – The Ute –.
وقال روبيرت كريبك مؤرخ مقاولة فورد “مع عربات من قبيل Utes الأولى، بدأت فورد في تغيير لا رجعة فيه لكل تصورنا للشاحنات”.
وتابع كريبك موضحا “في حين كانت الشاحنات تعتبر مجرد وسائل للعمل، شرعت فورد في تحويلها لعربة أكثر توازنا موجهة للعمل، وأيضا، لاستخدامات ترفيهية”، وأفاد “إنها الشاحنات ذاتها التي ألهمت التطوير الذي شهدته العربات، من قبيل رانجر وكذلك التشكيلة الشهيرة (F-Series)، التي لاقت نجاحا واسعا بمختلف الأسواق عبر العالم”.
موثوقية في كل الاختبارات
في سنة 1976، استعملت وصلة إشهارية لفورد شعارا تضمن ثلاث كلمات بسيطة ” Build a Ford Tough” (تصميم فورد المتين) ، وجسدت هذه الجملة أكثر من أي وقت مدى التزام فورد بابتكار شاحنات موثوقة، وآمنة وقوية. كما أبرزت الجملة ذاتها، أيضا، ما ينتظره ويتوخاه كل زبناء العالم من FORD.
وكانت أولى العربات المصنعة تحت شعار “تصميم فورد المتين هي ” فورد رانجر Ranger”، وشكلت هذه السيارة أول عربة نفعية مدمجة تطرحها فورد بإمريكا الشمالية بداية من سنة 1982.
في الأصل صممت رانجر وصنعت بالولايات المتحدة الأمريكية، ولم تتأخر في اكتساب شهرة واسعة عكست قدرتها على القيام بالمهام الأكثر صعوبة، وتنوعا في الاستعمال، ونجاعة مثالية.
وهذه السمعة قادت فورد للنجاح في العديد من أسواق العالم. ويعد هذا الطراز اليوم وهو على شكل “بيك آب” متوسط الحجم الأكثر مبيعا بأوروبا، وإفريقيا الجنوبية، ونيوزيلاندا وأسواق أخرى عديدة…
