على مستوى الإقتصاد في الطّاقة , فإنّ النّظم الّتي تكون أكثر بدائيّة و بساطة هي الّتي تكون أحيانا أكثر جلبا للإنتباه و مثارة للدّهشة . و المثال الّذي سنورده هنا يتماهى تماما مع هذه القاعدة : فقد قام مجموعة من المهندسين من بنغلاديش بصنع مكيّف هواء 100 % بيئي … و الّذي ليس في حاجة لأيّ طاقة كهربائيّة لكي يعمل ! بالفعل هذا مخطّط كبير لإختراع نموذجي واعد للغاية !
مكيّف Eco Cooler العجيب تمّ صنعه من طرف شركة Grameen Intel Social Business , و هي مؤسّسة تعمل على إيجاد حلول تكنولوجيّة متاحة لكافّة الطّبقات و الشّرائح .
لماذا إذن توجّهت هذه الشّركة إلى العمل على مكيّف هواء ذي تكلفة منخفضة ؟ لأنّ بنغلاديش , ببساطة , بلد معرّض لدرجات حرارة عالية ( تصل إلى 45 ° ) و الشّعب دائما يعاني منها كثيرا : غالبيّة المنازل مصنوعة من الصّفائح المعدنيّة و الحرارة تبلغ أوجها داخل هذه المنازل .
إذن المهمّة كانت بسيطة , لكنّها ذات رهانات كبيرة ! فقد كان على الشّركة أن تضع أسسا لجهاز ترطيب للهواء يكون بيئيّا , فعّالا و خاصّة ذا سعر منخفض للغاية ! و بعد بضعة أشهر , تمّ ربح الرّهان و النّتيجة إصدار مكيّف الهواء Eco Cooler .
إذن إنطلاقا من لوح خشبي بسيط و بضع قوارير من البلاستيك , يمكننا تخفيض الحرارة ب5 درجات في ظرف دقائق معدودة فقط !
المفهوم بسيط للغاية , و لإستيعابه , قوموا بهذه التّجربة : إذا نفختم على يدكم بقوّة , و فمكم مفتوح , فستحسّون بهواء ساخن . و إذا نفختم على يدكم بشكل خفيف , و فمكم مغلق تقريبا , فستحسّون بهواء بارد . كذلك مكيّف Eco Coller , فهو يستخدم هذا النّظام الخاصّ بإختلاف الضّغط , بكلّ بساطة , للتّخفيض من الحرارة .
هذا و تمّ قطع القوارير البلاستيكيّة إلى نصفين , ثمّ تثبيتها على اللّوح الخشبي . و هذا اللّوح يتمّ تثبيته مثل النّافذة , داخل المنزل . و بالتّالي , فإنّ مسكنكم سيكون مزوّدا بمكيّف ذي هواء مبرّد طبيعيّا !
الأمر رائع حقّا . لكن هذا ليس كلّ شيء : فشركة Grameen Intel Social Business ليس لديها أيّ نيّة في ربح أيّ ملّيم من مكيّفها الجديد , فقد وضعت حتّى مخطّطات الEco Cooler الخاصّ بها على الإنترنت : و هي متاحة للجميع , و بالتّالي , يمكن لأيّ كان أن يصنعه بنفسه !
طريقة ذكيّة بالفعل للتّمتّع ببعض الرّفاهيّة دون إنفاق المال على المكيّفات الّتي تعمل بالطّاقة الكهربائيّة و تستهلك منها الكثير , و كذلك دون التّعرّض إلى المخاطر الصّحّية الّتي تسبّبها المكيّفات التّقليديّة . و علاوة على كلّ هذا , فهذا الإختراع يشجّع على رسكلة القوارير البلاستيكيّة .
