زيارة الملياردير الصّينيّ Jack Ma إلى إفريقيا لم تكن عبارة عن مجرّد لقاءات و خطابات فقط, بل كانت كذلك مناسبة للإعلان عن مشاريع جديدة . مؤسّس موقع Alibaba العملاق للتّجارة الإلكترونيّة كشف عن نيّته في إطلاق تمويلات خاصّة بباعثي المشاريع الشّبّان في القارّة الإفريقيّة و ذلك قبل نهاية سنة 2017 الجارية .
الملياردير الصّينيّ Jack Ma قرّر تركيز نظرته الآن على القدرات الإبداعيّة و الطّاقات الموجودة في السّوق الإفريقيّة . مؤسّس مجموعة Alibaba و مديرها التّنفيذي الّذي كان في زيارة إلى كينيا و إلى رواندا نهاية الأسبوع الماضي, أعلن خلال مداخلته الخاصّة على هامش قمّة Youth Connect Africa 2017 بالعاصمة كيغالي , عن عدّة مشاريع من أجل الدّفع بمجال بعث المشاريع اليافعة , خاصّة في ميدان التّكنولوجيا و التّجارة الإلكترونيّة .
الرّجل الصّيني الصّغير الّذي يتربّع على عرش مجموعة التّجارة الإلكترونيّة الشّهيرة المقدّرة ميزانيّتها بأكثر من 230 مليار دولار , أعلن عن إنشاء صندوق تمويل خاصّ بمساعدة باعثي المشاريع الشّبّان , يحمل إسم “ African Young Entrepreneurs Fund” . و هذا الصّندوق يحتوي بالفعل , بعد ساعات فقط على إحداثه, على مبلغ 10 مليون دولار تبرّع بها Jack Ma من ثروته الشّخصيّة . و قد علّق بهذه المناسبة :
” أنا أؤمن بأنّ النّاس سيأتون لدعم الصّندوق و تعزيزه . الإعدادات الخاصّة بإطلاق صندوق التّمويلات الجديد إنطلقت بالفعل , و هو يتوجّه أساسا إلى ميادين الأعمال المتمحورة حول العالم الرّقمي . و من المنتظر أن تنطلق مرحلة منح التّمويلات قبل نهاية السّنة الحاليّة .”
هذا و يأمل الملياردير الصّيني أيضا, في دعم التّكوين في مجال مهن التّكنولوجيّات الحديثة في إفريقيا . هذا و أفاد Jack Ma بأنّ مجموعة Alibaba تطمح إلى إبرام شراكات مع جامعات و حكومات من القارّة الإفريقيّة بهدف تطوير سلسلة دروس خصوصيّة في نفس المجالات, بهدف التّدريس و التّكوين و التّعليم في تكنولوجيّات التّجارة الإلكترونيّة (e-Commerce) و الذّكاء الإصطناعيّ و قواعد ” Big Data ” و غيرها .
من جهة أخرى, أعلن Jack Ma كذلك عن رغبته في إصطحاب نحو 200 باعث مشاريع شابّ من بلدان القارّة الإفريقيّة من أجل عيش تجربة العمل في المقرّ المركزيّ لشركة Alibaba , و ذلك من أجل إكتساب تجربة في مجال التّكنولوجيّات الحديثة .
هذا و أبدى Jack Ma إهتمامه أيضا, بموضوع آخر, و هو حماية المحيط و الحيوانات في إفريقيا, حيث أطلقت مجموعة Alibaba , بالتّعاون مع مؤسّسة Paradise Foundation of China , مشروعا جديدا خاصّا يهتمّ بالنّهوض بالجهود المبذولة للحفاظ على المحيط و البيئة في القارّة السّمراء و دعمها, و بالأخصّ فيما يهمّ حماية الفيلة و الحيوانات النّادرة الأخرة . مع رصد جائزة سنويّة خاصّة في هذا الشّأن على إمتداد العشر سنوات القادمة لدعم النّشاط الإفريقي المستقبليّ في هذا المجال .
نذكّر بأنّ الفرع المنبثق عن Alibaba , و المختصّ في خدمات الدّفع الماليّ عبر الإنترنت, و المسمّى Alipay , كان قد أعلن عن دخوله إلى إفريقيا بداية شهر جويلية الحالي, مع تركّز أوّل بدولة جنوب إفريقيا , ما يظهر إهتمام هذه المجموعة الصّينيّة الضّخمة بالسّوق الإفريقيّة .
و يبقى السّؤال المطروح بالنّسبة لنا : هو هل تبادر الحكومة التّونسيّة و مكوّنات ميدان بعث المشاريع في تونس بإغتنام هذه الفرصة و الإنتفاع بصندوق تمويلات Alibaba الجديد من أجل تكوين شباب تونسيّين في مجال التّكنولوجيّات الحديثة و التّجارة الإلكترونيّة مباشرة من قلب مقرّ Alibaba في الصّين, و كذلك لتمويل مشاريعهم النّاشئة في تونس ؟
