في تطورٍ مثير للقلق، اكتشف باحثون إيرانيون طريقة جديدة لاختراق الأنظمة الإلكترونية، حتى تلك المعزولة عن الإنترنت، وذلك باستغلال الإشارات الصوتية التي تصدر عن شاشات LCD. أطلقوا على هذا الهجوم اسم “PixHell”، وهو يهدد بإحداث ثورة في عالم الجرائم الإلكترونية.
**شاشات LCD: سلاح مُسلّح غير متوقع في يد القراصنة**
لطالما اعتُبرت الأنظمة المفصولة ماديًا عن الإنترنت (Air-Gapped) من أكثر الأنظمة أمانًا، إذ يصعب اختراقها باستخدام الطرق التقليدية. لكن مع ظهور هجوم PixHell، بات من الممكن اختراق هذه الأنظمة باستغلال عنصر لم يكن مُثارًا للشك من قبل: شاشات LCD.
تعتمد الفكرة على أن مكونات شاشات LCD الداخلية، مثل الملفات والمكثفات، تصدر أثناء عملها إشارات صوتية غير مسموعة للأذن البشرية، لكنها قابلة للرصد من قبل الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. ويمكن التحكم في ترددات هذه الإشارات من خلال عرض أنماط معينة من البيكسلات على الشاشة، والتي أطلق عليها الباحثون اسم “البيكسلات المُغنية”.
**التحدي الأكبر: هجمات غير مرئية**
يتميز هجوم PixHell بكونه شبه غير مرئي، على عكس الهجمات التقليدية التي تترك آثارًا واضحة. في هذا الهجوم، يتم استخدام أنماط بكسلات ذات سطوع منخفض لخداع المستخدمين وإخفاء عملية نقل البيانات، مما يجعل من الصعب اكتشاف الهجوم بالعين المجردة.
ويزداد خطر هذا الهجوم كونه لا يتطلب وجود المستخدم أمام الشاشة، حيث يمكن تنفيذه في أي وقت، حتى أثناء إيقاف تشغيل الشاشة ظاهريًا. كما يمكن استخدام عدة شاشات في آن واحد لزيادة كمية البيانات المُرسلة، مما يُعقّد عملية اكتشاف الهجوم.
**مكافحة التهديد الجديد**
يقترح الباحثون عدة إجراءات وقائية لمواجهة هذا التهديد الجديد، منها:
* **اكتشاف الإشارات غير الطبيعية:** تطوير أنظمة قادرة على رصد الإشارات الصوتية غير المعتادة في البيئة المحيطة بالأجهزة الحساسة.
* **التشويش الصوتي:** استخدام أجهزة خاصة لتوليد ضوضاء صوتية تُعيق عملية نقل البيانات عبر الإشارات الصوتية للشاشة.
يُعد هجوم PixHell تذكيرًا بأن التطور السريع في عالم التكنولوجيا يُصاحبه ظهور تهديدات جديدة غير متوقعة. لذا، من الضروري التوعية بمثل هذه التهديدات واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البيانات والأنظمة الحساسة.
