كشف استبيان عالمي شمل رجال الأعمال العاملين في منطقة الشرق الأوسط بأنّ 66% من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة يرون بأنّ التحوّل الرقمي والأمن السيبراني يمثلان أكبر التحديات أمام شركاتهم.

وبيّن تقرير الأداء الذي صدر بتكليف من “هيدسبرينج”Headspring ، المشروع المشترك بين مركز دبي المالي العالمي ومؤسسة “فاينانشال تايمز” وكلية “آي إي لإدارة الأعمال” والرامي إلى تطوير المهارات التنفيذية، زيادة ملموسة في المخاوف حيال التحوّل الرقمي والأمن السيبراني خلال العامين الماضيين.

ووجد استبيان مماثل، أُجري عام 2017 ، بأنّ 25% فقط من المدراء المشاركين بالاستبيان أقروا باعتبار هذه القضايا على رأس قائمة مخاوفهم.

ويُعدّ تقرير الأداء دراسة للمواقف الإدارية تجاه تنمية المهارات القيادية والتثقيف التنفيذي. وتُعتبر النسخة الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، والتي أجريت بالتعاون مع مركز دبي المالي العالمي، جزءاً من استبيان عالمي أوسع يغطي كلاً من غرب أوروبا واليابان على حد سواء.

وبهذا الصدد، قال غوستاف نوردباك، الرئيس التنفيذي لـ هيدسبرينج: “يستعرض تقرير الأداء الاحتياجات التعليمية المتغيّرة للشركات، بما يعكس آراء المسؤولين التنفيذين وقادة الشركات الرائدة ومسؤولي الموارد البشرية وقادة قطاعات التعليم والتطوير. ويُسلّط هذا التقرير الضوء على نتائج منطقة الشرق الأوسط، ويوضح في عدة جوانب عدم تباين أولويات الأعمال والاحتياجات التعليمية في المنطقة عن تلك المسجّلة على الصعيد العالمي”.

وأضاف نوردباك: “نتفهم انشغال رجال الأعمال على مستوى العالم ككل بالمسائل الرقمية. غير أنّه، وإلى جانب الأمن السيبراني والرقمنة، أظهرت نتائجنا بأنّ منطقة الشرق الأوسط لم تغفل على الإطلاق عن الأهمية التي تنطوي عليها الإدارة المالية”.

image004

أهم النتائج

ويوضح التقرير أبرز التحديات الماثلة أمام الأعمال في منطقة الشرق الأوسط في الاستبيان الأخير، بالمقارنة مع تقرير سابق صادر عام 2017، وذلك من حيث نسبة المشاركين ممّن وضعوا هذه المسائل على رأس قائمة إهتماماتهم ومخاوفهم:

  • التحوّل الرقمي: 66% (مق 23% في عام 2017)
  • الأمن السيبراني: 63% (مقابل 24% في عام 2017)
  • الإدارة المالية: 38% (مقابل 30% في عام 2017)

ويبحث التقرير أيضاً في الأثر الذي تتركه جهود تطوير المهارات القيادية وسُبل التصدي للتحديات التي تواجه الأعمال. ولدى سؤالهم عن موقفهم حيال التثقيف التنفيذي باعتباره من أولويات الأعمال، أوضح 30% من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط بأنّه يأتي بين القضايا الخمس الأهم التي لا بدّ من التطرق لها.

بدورها، قالت علياء الزرعوني، نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في سلطة مركز دبي المالي العالمي: “لم تعد تنمية الأعمال في عالمنا الحالي مدفوعة بتحقيق الإيرادات فحسب، بل باتت تتمحور غالباً حول استخدام المواهب الصحيحة وتطوير رأس المال البشري ضمن المؤسسة”.

وأَضافت الزرعوني: “يُعد تعزيز رصيد المنطقة من أخصائي الخدمات المالية على رأس الأولويات بالنسبة لنا في مركز دبي المالي العالمي، إذ نواصل العمل على تعزيز التميّز والتنمية المهنية من خلال عدد من المبادرات القائمة على تبادل المعارف وتوفير دورات التثقيف التنفيذي عبر شبكتنا المتنامية من المؤسسات الأكاديمية الرائدة، مثل “هيدسبرينج”، في أكاديمية مركز دبي المالي العالمي”.

وتابعت الزرعوني: “يعكس تعاوننا مع “هيدسبرينج” في نسخة الشرق الأوسط من تقرير الأداء التركيز الكبير الذي توليه الشركات الإقليمية لمسائل رفع مستوى المهارات والتدريب لدى موظفيها، حيث أن نسبة كبيرة من قادة الشركات في الشرق الأوسط إعتبروا أن التثقيف التنفيذي جزءاً أساسياً من التحول والاستدامة الاقتصادية للمنطقة في ظل البيئة دائمة التطور التي تسود السوق”.

إدارة المواهب: تنمية المهارات

في حين لم تكن مسألة تطوير القادة ضمن قائمة أولويات المهنيين في منطقة الشرق الأوسط، غير أنّهم يتوقعون أن تثمر برامج التثقيف التنفيذي التي يقومون بتنظيمها عن مجموعة من النتائج. وتشمل النتائج الداخلية التي تنطوي عليها مثل هذه البرامج في اكتساب الأفراد للمهارات اللازمة لقيادة وإدارة الفرق (54% من المشاركين أعربوا عن هذا بصفته واحداً من أبرز شواغلهم) والتحسن في درجات تفاعل الموظفين (62%).

وفي ظل مراعاتهم للاعتبارات المستقبلية، يرى ثلاثة من كلّ خمسة من قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط بأنّ مؤسساتهم تحرص على تشجيع الأساليب الحديثة للتفكير وحلّ المشكلات (62%)، ما يُبرز مدى جهوزيتهم للازدهار ضمن بيئة ترعى الابتكار. وعلاوة على ذلك، يرى 57% منهم بأنّهم مستعدون جيّداً لاعتماد التقنيات الجديدة.

ومن جانبه، قال باسم بنّا، نائب الرئيس لشؤون الشراكات المؤسسية في الشرق الأوسط في “هيدسبرينج”: “تمر المنطقة في مرحلة مهمة من التحوّل الاقتصادي، بحيث تنتقل من الاقتصاد القائم على الموارد نحو إقتصاد المعرفة. وفي ظل تزايد أعداد الوافدين اليافعين إلى القوى العاملة في منطقة مجلس التعاون الخليجي، سيشغل جيل الألفية عمّا قريب كافة المناصب القيادية الرفيعة في الحكومة والشركات الخاصة والعديد من قطاعات الأعمال الأخرى”.

التثقيف التنفيذي استعداداً للمستقبل

تتمثل أهم الأولويات لدى قادة الشركات في منطقة الشرق الأوسط، فيما يتعلق بمتطلبات التثقيف التنفيذي، في التغيّر الثقافي (59%)، وترسيخ ثقافة الابتكار (55%)، واعتماد التقنيات الحديثة (55%). وتُعتبر هذه المسائل، إلى جانب قضايا أخرى مثل إدارة المواهب ومساعدة الموظفين على تطوير مسيرتهم المهنية للدفع بالنمو، مُلّحة الآن أكثر من أي وقت مضى، لا سيّما إن أخذنا بعين الاعتبار أن 78% من قادة الشركات في الشرق الأوسط يدركون الدور المحوري الذي يلعبه التثقيف التنفيذي في تحقيق أهداف ا.

يُمكن تحميل النسخة الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط من تقرير الأداء عبر الرابط التالي:

https://go.headspringexecutive.com/pulsemiddleeast