في إطار جهود جمعيّة مهندسي بلدان البحر الأبيض المتوسّط (EAMC) و مقرّها روما, من جهة,  و عمادة المهندسين التّونسييّن ( OIT) من جهة أخرى, و الرّامية إلى تدعيم و النّهوض بثقافة التّبادل و الشّراكة على المستوى الثّقافي و الأكاديميّ و الإقتصاديّ و الإجتماعيّ في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسّط, تمّ صبيحة اليوم الثّلاثاء 19 سبتمبر 2017, إعطاء إشارة إنطلاق مشروع “TUNeIT” في مرحلته الأولى, و ذلك عبر ندوة صحفيّة خاصّة نظّمت للغرض. هذا المشروع سيجمع مدارس المهندسين و المعمار ( architecture et ingénieurs) في تونس, على غرار “ENAU” و “ENSIT” و “ENIM” , مع الجامعات الإيطاليّة المختصّة مثل “eCampu” و “Roma Sapienzo” , بالإضافة إلى شركاء آخرين 

مشروع TUNeIT يقترح عمليّة بناء “جسر” يربط بين القارّة الإفريقيّة و القارّة الأوروبيّة, عبر منطقة “الوطن القبليّ” في تونس, و جزيرة صقلّية الإيطاليّة و كذلك مضيق “ميسّينا” الإيطاليّة و هذا المشروع سيكون كذلك بمثابة “ناقل” للمبادلات العلميّة و الثّقافيّة بين المحترفين و الأكاديمييّن و الطّلبة من ضفّتي المتوسّط

في هذا الإطار , سيتولّى الشّركاء المذكورون أعلاه, تنظيم مسابقة أو “مناظرة أفكار” مخصّصة لتصميم “جزيرة إصطناعيّة” على مستوى منطقة “الهوّارية” بالوطن القبلي

هذه المناظرة ستهمّ الطّلبة المنتمين إلى مدارس الهندسة المعماريّة و تلاميذ الهندسة في إختصاصات (Génie Civil) و (Génie énergitique)  و سيتمّ إقتراح ثلاث مكوّنات خلال هذه المناظرة . و هي :

-الهندسة المعماريّة و التّنظيم المدني (architecture et urbanisme) 

-الهندسة المدنيّة ( Génie Civil) 

-الطّاقات المتجدّدة ( énérgies renouvelables) 

  • كلّ مترشّح أو مجموعة مترشّحين سيشارك في واحدة من مكوّنات المناظرة المذكورة أعلاه, و المتناغمة مع إختصاصه و مؤهلاته .

برنامج المناظرة مفتوح للطّلبة و للمتخرّجين من العالم أجمع , مع شريطة عدم تجاوز ال30 سنة كحدّ أقصى للسنّ المخوّلة للمشاركة .

النّدوة الصّحفيّة الأولة إستهلّها السّيد شادي بن خليفة, عضو مجلس عمادة المهندسين و رئيس لجنة العلاقات الخارجيّة. قبل أن تتولّى السّيدة آمال مخلوف, من جمعيّة مهندسي بلدان البحر الأبيض المتوسّط (EAMC) تقديم الشّركاء الحاضرين و الضّيوف.

21691343_667823223427181_202838744_n

بعد ذلك أخذ السّيد إينزو سينفيرو, الجامعي الإيطاليّ المعروف, الكلمة ليقدّم بسطة عن الأطر العامّة لمشروع “TUNeIT” , مؤكّدا قبول السّلطات الإيطاليّة بفكرة المشروع, بل حتّى أشار إلى أنّه قابل “البابا” فرانسوا, الّذي عبّر له شخصيّا عن رغبته في تحقيق هذا المشروع, بإعتباره سيقرّب و يعزّز من الأواصر الإيطاليّة-التّونسيّة الضّاربة في القدم .

21617812_1546189525473924_3668482069680790650_n

كما تولّى السّيد ماسّيمو غاراشيو, من جامعة روما, التّطرّق إلى النّواحي التّقنيّة للمشروع, و إلى الجزيرة الإصطناعيّة المزمع بنائها في الهوّارية, مستشهدا ببعض الرّسوم البيانيّة مع ذكر بعض التّجارب العالميّة السّابقة في هذا المجال.

21751511_1546253415467535_588531380509403930_n

كما أكّد كلّ من السّيدان سيفيرو و غاراشيو, أنّ هذا المشروع قابل للتّحقيق من النّاحية التّقنيّة, و هو بحاجة فقط إلى الإرادة السّياسيّة لتحقيقه.

هذا و تدخّل بعد ذلك مهندسان من إيطاليا عبر Skype , مؤكّدين على إهتمام الجانب الإيطالي بتحقيق المشروع, و مبديان ثقتهما في طاقات المهندسين الشّبّان التّونسييّن الّذين سيشاركون في المناظرة الخاصّة بتصميم المشروع .

21686085_1546265662132977_33375117752108155_n

21557685_1546265712132972_2952914566287764016_n

بعد ذلك, تكفّل السّيد أحمد بالشّيخ العربي, مدير مدرسة المهندسين “ENSIT” , بتقديم عدد من الرّسوم البيانيّة الخاصّة بالمشروع, إضافة إلى تقديمه للموقع الإلكترونيّ الرّسمي “TuneIT.tn” , المخصّص لهذا المشروع, إلى جانب المنصّة الإلكترونيّة الّتي سيتمّ عبرها إيداع ترشّحات الطّلبة الرّاغبين في المساهمة في تصميم هذا المشروع من تونس و مختلف أنحاء العالم . كذلك كان للسّيدة نجلاء علّاني , مديرة مدرسة المهندسين “ENAU” , تدخّل في هذا الصّدد , أكّدت فيه ثقتها في الطّاقات التّونسيّة الشّابّة و قدرتها على جعل هذا المشروع “الحلم” حقيقة واقعة في أقرب وقت .

21686367_1546265635466313_4455630798563589087_n

النّدوة الصّحفيّة شهدت بعد ذلك مداخلات مختلفة و قيّمة من مجموعة من طلبة الهندسة الحاضرين و كذلك من خبراء البيئة و التّنمية المستدامة و كذلك خبراء في القانون , مع مداخلات من الصّحفييّن و بعض ممثّلي منظّمات المجتمع المدني و الأساتذة الجامعييّن و غيرهم .

النّدوة الصّحفيّة الخاصّة شهدت كذلك, حضورا متأخّرا للسّيد عبد المجيد بن عمارة, المدير العام للبحث العلمي  بوزارة التّعليم العالي و البحث العلمي, و الّذي أكّد في ملاحظة مهمّة و إجابة في نفس الوقت عن بعض التّساؤلات من الحاضرين, أنّه تابع بإهتمام ردود الفعل المنتقدة و المتهكّمة حتّى من المشروع, على شبكات التّواصل الإجتماعي. و بيّن في هذا الصّدد, بأنّ هذا المشروع هو مازال في مرحلة الفكرة الأولى, و هو بمثابة “الحلم” صعب المنال, و لكنّه أكّد أنّه واثق تماما في قدرات و طاقات المهندسين التّونسييّن الشّبّان و نظرائهم من مختلف أنحاء العالم.

21849265_667823310093839_1620117972_n

السّيد عبد المجيد بن عمارة لم خيف صعوبة تحقيق المشروع , خاصّة من النّاحية المادّية, لكنّه عبّر عن أمله في إيجاد سبل لتمويل المشروع عبر مساهمة المستثمرين في الدّاخل و الخارج , مؤكّدا مرّة أخرى على ضرورة توفّر الإرادة السّياسيّة و الإيمان بالمشروع الّذي قد يحتاج تحقيقه فعليّا عشرات السّنين حسب قوله !

و في ختام النّدوة, أخذ السّيد شادي بن خليفة الكلمة مؤكّدا مرّة أخرى أنّ جميع الأطراف المتدخّلة في هذا المشروع, سواء من تونس أو إيطاليا, مؤمنة تماما بهذا المشروع و بطاقات المهندسين التّونسييّن الّذين يختصّون و يتميّزون عن غيرهم برؤيتهم الإستشرافيّة بعيدة المدى في مجال تخصّصهم , داعيا إيّاهم للمشاركة و الإبداع و الإيمان بقدراتهم . مؤكّدا مرّة أخرى بأنّه إذا لم يكن الطّرفان التّونسي و الإيطالي يؤمنان تماما بهذا المشروع المستقبليّ, لما تمّ تنظيم هذه المرحلة الأولى الّتي تكتسي أهمّية بالغة حسب رأيه, مؤكّدا أنّ هذا المشروع عند تحقيقه سيكون منعرجا فعليّا في البنية الإقتصاديّة لتونس و سينعكس على منطقة “الهوّارية” كذلك من النّاحية البيئيّة, بإعتبار الإضافة الّتي ستقدّمها “الجزيرة الإصطناعيّة”.

21848901_667823246760512_75209493_n

نشير في الختام متوجّهين أساسا إلى المهندسين الشّباب , إلى أنّ آخر أجل لتقديم ترشّحاتكم للمشاركة في تصميم مشروع TUNeIT , محدّد ليوم 30 نوفمبر 2017 , على أن يصدر قرار اللّجنة و نشر النّتائج مع نهايات شهر ديسمبر 2017 . ثمّ سيتمّ الشّروع في شهر مارس من عام 2018 القادم في مرحلة عرض المشاريع في إيطاليا .  هذا دون نسيان رصد جوائز ماليّة للمتحصّلين على المراكز الأولى إثر نشر النّتائج النّهائيّة للتّرشّحات المقدّمة :

-2000 أورو للمشروع الفائز في إختصاص الهندسة المعماريّة (architecture) 

-1000 أورو للمشروع الفائز في إختصاص الهندسة المدنيّة ( Génie Civil) 

-500 أورو للمشروع الفائز في إختصاص الهندسة الإلكترونيّة ( Génie Electrique) 

( مع تمتّعهم جميعا كذلك بالمشاركة في “مدرسة الرّبيع” في إيطاليا في شهر مارس 2018)