يبدو أنّ إسراتيجيّة المصنّعين (Xiaomi و Nokia) قد أتت ثمارها بالفعل في القارّة الأوروبيّة. فمنذ أكثر من سنة تقريبا, كانت Nokia قد سجّلت عودتها الكبرى إلى السّاحة, من خلال الحاضنة الفنلنديّة Global , كما أنّ Xiaomi أيضا من جهة أخرى, قد إنطلقت في بيع منتجاتها في أوروبا. و في كلتا الحالتين, أظهرت النّتائج الأولى أنّ هناك نجاحا ملحوظا !

nokia-6-vs-redmi-4-i-mi5

تصنيف أفضل 5 مسوّقين للهواتف الذّكيّة في أوروبا :

نشرت منصّة التّحليل المختصّة Canalys ,تقريرا حول مبيعات الهواتف الذّكيّة في أوروبا خلال فترة الثّلاثيّة الأولى من عام 2018. و قد أكّد هذا التّقرير الجديد إنحدار حجم مبيعات الهواتف الذّكيّة, و هو ما يدلّ ,في الحقيقة, على نضج هذه السّوق مقارنة بالسّنة الفارطة. فدون مفاجأة حقيقيّة, إحتلّ الثّالوث العملاق (Samsung و Apple و ) المراتب الثّلاث الأولى لأكبر بائعي الهواتف الذّكيّة في القارّة العجوز . و الأمر الأكثر إثارة للإنتباه هنا, هو في الواقع, المركز الرّابع و الخامس.

بنسبة 5.3 % كمساهمة في السّوق و 2.4 مليون هاتف ذكيّ تمّ توزيعهم, تمكّنت علامة Xiaomi من إحتلال المرتبة الرّابعة في هذا التّصنيف. و نموّ هذه العلامة قد تجاوز بالتّالي, نسبة 999 % !

فحضور Xiaomi في السّوق الأوروبيّة (دون إحتساب منتجاتها القادمة من قنوات التّوريد في الصّين) كان غير لافت, و بالتّالي كان من البساطة تحقيق ذلك النّموّ القويّ, الّذي لم يكن أيّ مصنّع آخر موضوع بالفعل تحت الأضواء, قادرا على تحقيقه.   و يبقى الآن على العلامة الصّينيّة أن تحافظ على هذا النّسق التّصاعديّ القويّ من خلال توسّعها مؤخّرا في منطقة أوروبا الغربيّة. و البداية كانت من فرنسا كما نعلم.

أمّا بالنّسبة لعلامة Nokia الفنلنديّة, فقد ختمت هذا التّصنيف بتمركزها في المرتبة الخامسة, من خلال تمكّنها من توزيع 1.6 مليون هاتف ذكيّ, أي بمساهمة في السّوق بلغت نسبتها ال3.5 % . صحيح أنّ العلامة الفنلنديّة كانت غائبة عن المشهد منذ سنة تقريبا, و أنّ حساب حجم نموّها كان مستحيلا, لكن يبدو أنّ إنشاء لباقة من الهواتف الذّكيّة المرتكزة على إستخدام نظام Android النّقيّ, مع إدراج تحديثات مستمرّة, قد أتى بثماره في النّهاية.

canalys-q1-2018-vente-smartphone-xiaomi-nokia-630x354

بالنّسبة للعلامات الأخرى الأكثر قدما و تاريخيّة, مثل Alcatel و Sony و LG , فهي “تعاني من هبوط هامّ لمبيعاتها خلال فترة الثّلاثة الأشهر الأولى من 2018” ,حسب ما أفادت به منصّة Canalys.

إستراتيجيّة خطرة :

إعتبرت منصّة Canalys التّحليليّة أنّ نجاح HMD Global , و خاصّة كذلك Xiaomi , يمكن تفسيره بإستراتيجيّتهما الماليّة “المجازفة” ,الّتي تمكّنهما من ترفيع مبيعاتهما بشكل سريع, و من ثمّ التّرفيع في قيمة الشّركة, قبل دخولهما القريب إلى مرحلة بيع الأسهم في البورصة !

و دائما حسب منصّة Canalys ,لن تتمكّن علامتا Nokia و Xioami من الحفاظ على إستراتيجيّتهما على المدى الطّويل, و عليهما المرور إلى توجّه مفصليّ آخر قد يتعلّق في التّرفيع في الهوامش (les marges) ,على غرار كلّ من Apple و Samsung و Huawei.