طوّر باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نظاما يعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الكلمات والإشارات التي ترتبط بالاكتئاب. حيث يستطيع “نموذج التعلم الآلي” تحليل النصوص المكتوبة والبيانات الصوتية للبحث عن أنماط الكلام التي ترتبط بالاكتئاب. في حين كانت النظم السابقة تعتمد على إجابات محدّدة لأسئلة محددة، لاكتشاف الحالة، لا يحتاج النظام الجديد إلى أسئلة وإجابات محددة، بل يتمّ استخدامه للكشف عن علامات الاكتئاب في المحادثة الطبيعية.

ستبلغ التكنولوجيا في يوم من الأيام مرحلة تطوير تطبيق جوّال يمكنه مراقبة ما يكتبه الشخص وما يقوله، بحثا عن علامات اضطراب عقلي، وإرسال تنبيهات إذا كان في أزمة. ويعتقد الباحثون أن هذه الأداة ستكون مفيدة خاصة للأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على تشخيص أوّلي لأمراضهم النفسية، بسبب التكلفة أو المسافة أو غياب الوعي بالخلل النفسي.

تقول الباحثة في مخبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي (CSAIL)، تقى الهنائي: “نتلقّى أوّل العلامات التي تُظهر أنّ الشخص سعيد، أو متحمس، أو حزين، أو يعاني من حالات مرضية مثل الاكتئاب، من خلال كلامه.” وقد أظهر تحليل بيانات مكتوبة وصوتية لأشخاص مكتئبين وغير مكتئبين، باستخدام هذه التقنية، أنّ الأشخاص المصابين بالاكتئاب يتكلّمون بشكل أبطأ ويستخدمون فترات توقّف أطول بين الكلمات. ويطمح الباحثون مستقبلا، لاختبار هذه التقنيات على بيانات من أشخاص يعانون من حالات نفسية مرضية أخرى، مثل الخرف.

كان بحث سابق من جامعة فيرمونت وجامعة هارفارد قد أظهر أنّ يستطيع تشخيص الاكتئاب بشكل أفضل من الأطباء، باستخدام خوارزمية ترفع الإشارات الرئيسية في مشاركات المستخدمين. هذه الخوارزمية، التي استخدمها العلماء، حددت حالات الاكتئاب بدقة بلغت 70%، في حين شخّص الأطباء الأمريكيون نسبة 42% فقط منالحالات بشكل صحيح.

وإذا تجاهلنا المخاوف التي تتعلق بالخصوصية، فهذه التقنيات ليست سيئة أبدا. يبقى أن نتابع التطور السريع في عالم الذكاء الاصطناعي ونرى كيف سيتمّ استغلاله.