إذا سألتم النّاس قبل 10 سنوات تقريبا من الآن, حول ما يفكّرون فيه أو ما يتبادر إلى أذهانهم عند سماع كلمة “إبتكار” فالأغلبيّة سيذكرون إسم المارد التّكنولوجيّ !

فتحت إمرة ستيف جوبز, كانت شركة Apple واحدة من أكثر شركات التّكنولوجيا إبتكارا, و هي شركة تركّز كثيرا على تجربة المستعمل (User Experience) . و بسبب Apple , شهدنا إنفجارا في مجال تكنولوجيّات الهواتف الذّكيّة و الّتي إجتاحت الأسواق, و أحدثت ثورة حقيقيّة في طريقة محادثاتنا مع بعضنا البعض خلال الحياة اليوميّة. لكن لنسأل السّؤال نفسه اليوم, و ستسمعون إسما واحدا و وحيدا و هو : Tesla !

شركة تصنيع السّيّارات الكهربائيّة هي مبتكرة للغاية و عند مستوى سمعتها اليوم, و  ذلك في قطاع السّيّارات و تكنولوجيّاتها. و مديرها التّنفيذيّ إيلون موسك, يعتبر اليوم وجها من وجوه المستقبل التّكنولوجيّ العالميّة.

tesla-roadster-web (1)

لكن الأمر المؤكّد هو أنّ شركة Apple تعرف كيف تروّج منتوجاتها و تتقن فنّ التّسويق و جذب النّاس لشراء منتجاتها, لكن Tesla من جهة أخرى, تعرف كيف تتصدّر المشهد و تمسك بمقاليد الأمور حين يتعلّق الأمر بالتّكنولوجيا.

و لهذا السّبب, قد نتوقّع زواجا قادما بين Apple و Tesla !

إبتكارات Tesla المبدعة لا تأتي بلا ثمن. و Tesla هي بصدد إدخال تغييرات جذريّة على العديد من الميادين, و هذا يتطلّب إمكانيّات ماليّة هائلة !

شركة Tesla هي الآن بصدد خسارة الكثير من المال, لكنّ المستثمرين مازالوا متحمّسين للعمل معها لأنّها تمثّل مستقبل الإبتكار التّكنولوجيّ.

2.32782260

شركة Tesla تشهد أوضاعا متقلّبة منذ سنوات, و وضعيّتها الماليّة الغير مستقرّة, هي عبء كبير يثقل كاهل مديرها التّنفيذيّ, موسك.  و هذا الأخير كان قد صرّح بنفسه سابقا بأنّ مرور أعمال شركته إلى العموم خلق عدم إستقرار ماليّ أكبر ممّا كان يتخيّل.

إذن فنحن الآن إزاء وضعيّة تتمركز فيها Apple بين نقص في الإبتكار و التّكنولوجيا (المشاكل الأخيرة لهواتف الآيفون خير مثال) وبين فائض و راحة على مستوى الإمكانيّات الماديّة !

نحن نعلم بالفعل أنّ Apple ليست زعيمة السّاحة التّكنولوجيّة كما كانت من قبل. ففي عام 2017 المنقضي, أشارت دراسة حول اللّوحات الرّقميّة و نسبة رضا المستهلكين عليها, أنّ الحرفاء يحبّذون لوحات Surface من ميكروسوفت أكثر من لوحات iPads !

elon-musk-2

إذن المسألة مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ أسطورة Apple التّسويقيّة العبقريّة في التّهاوي شيئا فشيئا. و الأرباح بدأت بالفعل في التّراجع بالنّسبة لعلامة التّفّاحة المقضومة, أمام تواصل ظهور العديد من الخيارات و المنتوجات المنافسة الأخرى. و الحرفاء لم تعد تستهويهم الآن شاشات كبيرة و ألوان جديدة في هواتف الآيفون مثلا. فهم يتطلّعون إلى إبتكارات أقوى و أعمق !

لكن إذا وضعنا Apple و Tesla جنبا إلى جنب, فسيتمكّن العملاق الأمريكيّ آبل من أن يبتكر و يبدع كما كان من قبل و أكثر !

GettyImages-140343592-1

تنوّع و ثراء منسوب الإبتكار و التّجديد يمكن أن يكون أيضا المفتاح لنجاح الثّنائي الذّهبي المحتمل (Apple-Tesla) . فمع الإنتعاشة الماليّة آبل , ستتمكّن Tesla من مواصلة نسق التّجديد و الإبتكار في خطوط أعمالها و إنتاجاتها الحاليّة, و كذلك من التّوغّل في تكنولوجيّات قويّة أخرى و أسواق أعمق و أكبر !

بإختصار, ما ستوفّره Apple لشركة Tesla هو “الإستقرار الماليّ” لكي تتمكّن هذه الأخيرة من إرضاء الحرفاء من خلال حقل واسع و قويّ من المشاريع التّكنولوجيّة. و ما ستقدّمه Tesla لشركة Apple ,في المق, هو إمكانيّة البقاء في صدارة السّاحة التّكنولوجيّة العالميّة و ترسيخ أقدامها في السّوق, خاصّة و أنّ آبل هي مهدّدة الآن خاصّة من عمالقة آسيا (سامسونغ--…).

لكن من الصّعب أن نشاهد إتّفاقا, قد ترضى عليه Tesla دون أن ترى زعيمها إيلون موسك على رأس الإدارة التّنفيذيّة !

ربّما هذا المنصب لا يتوافق مع توماس كوك, لكن مع رجل مثل إيلون موسك, بكلّ قوّته التّواصليّة و علاقاته الحميميّة مع الإعلام و “الكاريزما” السّينمائيّة الّتي يمتلكها, فيمكن لآبل أن تعود إلى مركز الثّقل التّكنولوجيّ كما كانت !

هل سيحدث هذا الإتّفاق الرّهيب ؟

لننتظر …..

tim-cook-702x466-1

APPLE-WEB