التّصرّف في النّفايات هو أحد أكبر التّحدّيات الّتي تواجه دول القارّة الإفريقيّة. فمسألة التّجميع و التّصرّف و التّخلّص من النّفايات الصّلبة, مازالت محور إهتمام كبير في أغلب المدن و الأحياء في المنطقة الإفريقيّة, و الفشل في عمليّة التّصرّف في النّفايات و المخلّفات أدّت غالبا إلى كوارث طبيعيّة مثل الفيضانات و إنتشار الأمراض و الأوبئة.

في دولة أثيوبيا, كان مستودع Koshe للنّفايات يعتبر الأضخم في ذلك البلد, و هو منذ نحو عاما, كان يستقبل مئات الأشخاص الّذين يجمعون الفضلات المنتشرة حول العاصمة أديس أبابا, ثمّ يكدّسونها في شاحنات و يعيدون بيعها.  لكنّ ذلك المخزن تصدّر عناوين الصّحف العام الماضي, و ذلك حين تسبّب في وفاة نحو 114 شخص داخله, و هو ما جعل النّاس يطالبون الحكومة الأثيوبيّة بإعادة التّفكير في حلّ بديل لإستخدام ذلك الموقع الضّخم الّذي يمتدّ على مساحة تعادل رقعة 36 ملعب كرة قدم !

و منذ تلك الحادثة, قرّرت أثيوبيا تحويل ذلك الموقع إلى مصنع طاقيّ جديد للتّصرّف في النّفايات, و ذلك عبر وساطة مشروع “Reppie waste-to-Energy“, الأوّل من نوعه في إفريقيا. و يأتي هذا الإجراء كجزء من الجهود المبذولة لإدخال تغييرات “ثوريّة” على طرق و أساليب التّصرّف في النّفايات في البلد.

هذا المصنع, و الّذي كان من المفروض أن ينطلق في أشغاله منذ شهر جانفي 2018, سيكون قادرا على إحراق كمّية تبلغ 1.400 طنّ من النّفايات و تحويلها إلى رماد, يوميّا.  و هذه الكمّية تمثّل 80 % من حجم إفرازات المدينة من الفضلات و النّفايات. كما أنّ هذا المصنع الجديد سيوفّر للمواطنين 30 % من حاجياتهم المنزليّة المتعلّقة بإستخدامات الطّاقة الكهربائيّة.

1400x-1

في هذا الإطار, قال Zerubabel Getachew ,النّائب الأثيوبيّ, الممثّل لبلاده في منظّمة الأمم المتّحدة, أواخر عام 2017 الماضي :

” مشروع Reppie هو يعتبر مكوّنا واحدا فقط في إستراتيجيّة أوسع لدولة أثيوبيا, في التّعامل مع التّلوّث و في نشر الطّاقات المتجدّدة أو البديلة في جميع القطاعات الإقتصاديّة.  و نحن نأمل أنّ مشروع Reppie سيكون نموذجا يحتذى به للدّول الأخرى في القارّة السّمراء, و في مختلف أنحاء العالم أيضا.”

المصنع الجديد لحرق الفضلات و تحويلها إلى طاقة, سيقوم بدفن النّفايات في “حجرة إحتراق” خاصّة. و الحرارة المنبعثة سيقع إستعمالها لتسخين الماء إلى أن يتحوّل إلى بخار , يمرّ داخل محرّك طوربينيّ سيتولّى إنتاج الطّاقة الكهربائيّة.

المصنع الجديد سيكون ذا دور حيويّ أيضا بالنّسبة للمدن الّتي تشكو أراضيها من تزويد قصير, حيث و بقطع النّظر عن إنتاج الكهرباء, سيتمّ الحفاظ على المساحة, كما سيكون هناك منع ضروريّ من إنبعاث الغازات الكيميائيّة نحو “المياه الجوفيّة”, مع التّخفيض في إنبعاث غاز “الميثان” إلى الطّبقات الجويّة.

reppie

مصنع “The Reppie” سيشتغل في توافق مع المعايير الموضوعة من طرف الإتّحاد الأوروبيّ, و الّتي تساهم في التّلطيف و التّخفيف من حدّة تلوّث الهواء.

مصانع تحويل النّفايات إلى طاقة, هي شهيرة بالفعل في أوروبا, حيث يتمّ تحويل 25 % تقريبا من الفضلات البلديّة.

و في فرنسا لوحدها, هناك 126 مصنع لتحويل النّفايات إلى طاقة, مع 121 مصنع في أليا و 40 مصنع في إيطاليا.

يذكر أنّ مصنع Reppie الجديد في العاصمة الأثيوبيّة أديس أبابا, هو ثمرة شراكة بين الحكومة الأثيوبيّة و “إئتلاف” من ثلاث شركات دوليّة و هي : شركة Cambridge Industries من سنغافورة, و شركة National Electric Engineering الصّينيّة, إضافة إلى شركة Ramboll الدّانماركيّة للهندسة.

هذا و يأمل هذا الإئتلاف الثّلاثي أن يكون هذا المشروع باكورة سلسلة من المشاريع الأخرى المماثلة في أبرز المدن الإفريقيّة في المستقبل.