مثّل يوم الثّلاثاء 8 نوفمبر 2016 حدثا هامّا و مميّزا في ولاية القصرين , حيث دشّنت أورانج تونس بالتّعاون مع جمعيّة دعم الأطفال ( ASSEN ) و الجمعيّة الثّقافيّة لتنمية حسّ المواطنة ( CFC ) , و بدعم من جمعيّة أورانج للأعمال الخيريّة , و بالشّراكة مع وزارة التّربية التّونسيّة , محطّة جديدة في “مشروع القرى” و هو برنامج إجتماعي إقتصاديّ رقميّ يعتبر من أبرز رهانات المشغّل البرتقالي في تونس , و هو يرمي إلى المساهمة بقسط وافر في التّنمية المستدامة الشّاملة في المناطق الدّاخليّة سواء في المجال الإجتماعي و التّربوي و الإقتصادي و الصّحّي أو الرّقمي .

الحدث كان من مدينة سبيطلة , أحد المعالم التّاريخيّة و الطّبيعيّة البارزة في بلادنا , حيث إستقبلتني ضحكات الأطفال و عيونهم اللّامعة المشرئبّة و خلفهم هامات الرّجال و النّساء الكادحين و الكادحات .

ولاية القصرين إختيار صائب و موفّق من أورانج :

ولاية القصرين تعتبر من المناطق الدّاخليّة التّونسيّة الّتي تعيش ظروفا و أوضاعا إقتصاديّة و إجتماعيّة صعبة للغاية , و هذا ما لمسته بنفسي من خلال زيارتي الأولى لهذه الولاية , الّتي هي مهد الثّورة التّونسيّة , حيث و مع توغّلنا داخل المسالك الوعرة للمنطقة و إقترابنا من القريتين , يمكنكم أن تتخيّلوا معي حجم المعاناة الّتي يشهدها يوميّا متساكنوا هذه المنطقة خاصّة من الأطفال . و لهذا السّبب , كان إختيار أورانج تونس عليها لكونها التّربة المثاليّة لوضع اللّبنة الثّانية من “مشروع القرى” , بإعتبار أهمّية هذا المشروع الّذي سيشكّل إضافة حقيقيّة لقسم هامّ من الولاية .

إضافات هامّة على الصّعيد الرّقمي و التّكنولوجي لفائدة مدرستي “القرعة” و “أولاد عبد مولاه” الإبتدائيّتين :

حلولي بالمدرستين الإبتدائيّتين بمنطقتي “القرعة” و “أولاد عبد مولاه” رافقه إحساس مزدوج غريب عند رؤية التّلاميذ و النّسوة المتطلّعين بشغف إلى مواكب المسؤولين و الصّحفييّن .

و عند دخولي إلى مختلف الأقسام و الفضاءات الجديدة على غرار فضاء المطالعة و الإنترنت و التّفاعل الرّقمي, و الفضاء الثّقافي , إعترضتني وجوه صغيرة فرحة و عازمة و مقبلة على العالم الرّقمي الجديد الّذي تمّ إحداثه من أجلهم .

ما يجدر قوله , هو أنّ نقلة نوعيّة حقيقيّة شهدتها مدرستا “القرعة” و “أولاد عبد مولاه” على الصّعيد الرّقمي و التّربوي, حيث تمّ تزويد المعلّمين بلوحات رقميّة لتسهيل تعاملهم و إعدادهم للبرامج التّربويّة و مختلف الدّروس اليوميّة , إضافة إلى مجموعة من خوادم Raspberry . كذلك تمّ تأثيث فضاء المطالعة و الإنترنت الجديد و المميّز بمجموعة من الحواسيب ذات الطّراز الحديث , مع مجموعة لوحات رقميّة و كذلك مكتبة أنيقة مزدانة بسلسلة من الكتب و القصص .

أيضا , تمّ تخصيص فضاء ثقافي للتّلاميذ تمّ تزويده بشاشة سينمائيّة كبيرة مع جهاز عرض , ستمكّنهم من التّعرّف على مختلف الموادّ الثّقافيّة و الفنّية بشكل يجعلهم لا يقلّون شأنا عن باقي التّلاميذ الّذين في أعمارهم في ولايات أخرى .

إجراءات فارقة و هامّة على مستوى تحسين البنية التّحتيّة و الخدمات :

على صعيد البنية التّحتيّة و الخدمات , تمّت إعادة تهيئة المدرستين الإبتدائيّتين و تزويدهما بالماء الصّالح للشّراب من خلال حفر بئر في قرية “القرعة” و وضع خزّان مياه في قرية “أولاد عبد مولاه” , إلى جانب بناء مطعم مدرسيّ بمواصفات جيّدة في مدرسة “القرعة” و كذلك بناء سور حول مدرسة “أولاد عبد مولاه” كانت تفتقر إليه في الماضي .

هذا و زرت كذلك مركز الرّعاية الصّحيّة الأساسيّة الّذي تمّت إعادة تهيئته بشكل كبير , مع تزويده بكافّة المعدّات الطّبيّة الأساسيّة الضّروريّة لمتساكني الجهة , و هي خدمات عبّرت لي أكثر من إمرأة موجودة هناك عن إفتقار المتساكنين لها , حيث كانوا يفتقرون إلى أبسط الخدمات الطّبيّة الإستعجاليّة كقياس ضغط الدّم و السّكّر و التّعقيم و اللّقاحات و أمراض النّساء و غيرها .

فرحة كبيرة من أطفال سبيطلة و تفائل بالمستقبل :

هذا و أبدى التّلاميذ فرحتهم البالغة بالإضافات الجديدة الّتي أصبحت تزدان بها مدارسهم و أكّدوا بكلّ براءة و عفويّة بأنّهم سينهلون من العالم الرّقمي الجديد الّذي فتح لهم , و أنّهم سيدرسون براحة و رفاهيّة أكثر بعد إعادة تهيئة مدرستيهم و توفّر الغذاء و الماء و مع مختلف الفضاءات و القاعات الجديدة . و ذلك رغم تذمّر غالبيّة من تحدّثت معهم من الطّريق الوعرة و الطّويلة الّتي يسلكونها للوصول إلى رحاب مدارسهم خصوصا في فصل الشّتاء .

أورانج تونس تدعم نساء الجهة بمشاريع هامّة :

من جانب آخر , قامت أورانج تونس بالتّعاون مع شركائها الأربعة في دعم مجموعة من نساء مدينة سبيطلة من خلال توفير مشاريع ل13 إمرأة , و ذلك في مجال تربية الدّواجن , ممّا يضمن لهم دخلال محترما و مورد رزق مستمرّ يقدرون من خلاله على مجابهة متطلّبات عيشرأسرهم .

إلتزام مسؤولي أورانج تونس و الحكومة التّونسيّة بالمضيّ قدما في هاته المشاريع :

و في كلمة خاصّة , صرّح السّيد ديديه شارفييه , مدير شركة أورانج بأنّ مشروع القرى” يكتسي أهمّية قصوى لأورانج , و هو عازم على مواصلة إرساء مشاريع أخرى بالتّعاون مع مختلف شركاء أورانج من الوزارات و مكوّنات المجتمع المدني , و ذلك في مختلف مناطق تونس الدّاخليّة ”

و هذا ما أكّدته السّيدة أسماء النّيفر , مديرة العلاقات الخارجيّة و المسؤولة عن برنامج الإبتكار و دعم إستراتيجيّة المسؤوليّة الإجتماعيّة لأورانج تونس , حيث قالت بأنّ نساء مدينة سبيطلة هنّ الحقل الخصب لتقدّم و تحسّن أوضاع الجهة , فهنّ الحاضنات لبراعم ولاية القصرين , و توفير مشاريع مربحة من أجلهنّ من شأنه أن يضمن لهنّ الكرامة و الإستقلاليّة و أن يوفّر لهنّ دخلا محترما و مستقرّا يقدرن من خلاله على تعليم أولادهنّ و المساهمة في النّهوض بالإقتصاد المحلّي للجهة .

كما عرّجت السّيدة أسماء النّيفر , من ناحية أخرى , على أهمّية مشروع القرى بالنّسبة لأورانج تونس , خاصّة على المستوى التّربوي و الرّقمي , حيث أكّدت أنّ توفير الفرصة لأطفال القريتين لإكتشاف العالم الرّقمي و تحسين قدراتهم في هذا المجال هو ضروروة قصوى لكي لا تبقى هاته البراعم بمعزل عن التّطوّر السّريع الّذي تشهده تونس على الصّعيد التّكنولوجي . و هو ما ستأخذه مؤسّسة أورانج على عاتقها في إطار إستراتيجيّتها القائمة على الإنصهار في النّسيج الإجتماعي-الإقتصادي- الرّقمي التّونسي و اللعب الدّور الفعّال و الرّائد للنّهوض بكلّ ربوع تونس على المستوى الرّقمي . و هذا التّغيير يجب أن ينبع من الدّاخل و من القاعدة .

كما أعلن السّيد ناجي جلّول , وزير التّربية , الّذي أبدى تجاوبا و تفاعلا كبيرا مع مختلف متساكني الجهة , بأنّ مشروع قريتي “القرعة” و “أولاد عبد مولاه” , و الّذي هو الثّاني من نوعه بعد قرية “بئر صالح” بولاية صفاقس منذ نحو عامين , لن يكون الأخير , بل هو سيكون باكورة مشاريع أكثر في المستقبل , خصوصا فيما يهمّ المدارس الرّقميّة , حيث أكّد أنّ الوزارة بدأت بالفعل في مشروع كبير لتزويد مختلف مدارس تونس بالتّجهيزات التّكنولوجيّة اللّازمة , مضيفا أنّه مع حلول عام 2021 على أقصى تقدير , ستكون جميع مدارس تونس و معاهدها رقميّة بالكامل .

و مع إستعدادنا لمغادرة مدينة قريتي “القرعة” و “أولاد عبد مولاه” , تعلّقت عينيّ بمجموعة من التّلاميذ الّذين تابعونا و هم يحملون في أيديهم هدايا من أورانج تونس , و عيونهم تنطق بمعاني من الأمل و الفرحة و العزم قد لا تكفي المزيد من الكلمات لترجمتها …..