صحيح أنه يوجد خلاف بين الولايات المتحدة والصين على مختلف الأصعدة، لكن تغير المناخ قد لا يكون أحد هذه الخلافات. حيث ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن البلدين قد أصدرا تعهدا مشتركا في مؤتمر COP26 لسنة 2021 للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري خلال عشرينيات القرن العشرين.

وقد أفادا بأنهما أدركا وجود فجوة بين الإجراءات الحالية وهدف اتفاقية باريس المتمثل في إبقاء هذا الاحترار أقل من 2 درجة مئوية، ومن الناحية المثالية لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية.

ما تزال المعلومات شحيحة في هذا الصدد، لكن المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري قال إن الصين ملتزمة بخفض انبعاثات الميثان واستخدام الفحم بأسرع ما يمكن.

ومع ذلك لن تنضم الصين إلى مبادرة أمريكية أوروبية لخفض انبعاثات الميثان بمقدار الثلث في موعد لا يتجاوز عام 2030.

بذلت الصين بعض الجهود للترويج للسيارات الكهربائية وتقليل الاعتماد على الفحم، لكنها لا تزال أكبر مساهم في الانبعاثات ولم تقلل إنتاجها الضار بشكل جذري. كما أنه لم يكن لها حضور كبير في COP26 ، حيث رفض الرئيس شي جين بينغ الظهور في حين كان الرئيس الأمريكي جو بايدن سعيدا بالحضور.

الولايات المتحدة ليست محصنة ضد المشاكل أيضا! فبينما وعدت إدارة بايدن بتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2030 وتحفيز تبني السيارات الكهربائية، لا يوجد ما يضمن أنها تستطيع تمرير التشريعات اللازمة للوفاء بجانبها من التعهد. هذا أيضا على افتراض أن البيت الأبيض القادم لن يتراجع عن الجهود البيئية السابقة.

رغم ذلك لا يزال من النادر رؤية الولايات المتحدة والصين يتفقان على قضايا تغير المناخ، ووجود التعهد ذاته يمثل تقدما بالنسبة للصين.

فهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الصين تدرك على الأقل نطاق المشكلة، حتى لو كان هناك طريق طويل عليها أن تقطعه قبل أن تعالجها.