قد نتسائل من حين إلى آخر عن الدور الذي تلعبه شركات التكنولوجيا الرائدة عالميا في مجتمعاتنا، هل أنه يقتصر على تسويق منتجاتها وخدماتها ومن ثم تحقيق أرباح مالية طائلة؟ أم أنها تركز جزءا من اهتمامها على المساهمة في دعم البلدان والمجتمعات؟   

في الحقيقة اختارت عديد الشركات الرائدة حول العالم في السنوات الماضية أن تخضع لما تمليه عليها “المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR)”، أي الإنخراط في الأعمال التي تعزز المنفعة الإجتماعية.

غير أن شركة انفردت بركيزة هامة من الأعمال والبرامج التي جعلت حضورها فعالا إجتماعيا وإقتصاديا أينما حلت.

حيث انخرطت العملاقة الصينية هواوي على مر السنين في المجهودات الرامية إلى تحسين المجتمعات وتعزيز التنمية المستدامة وخلق عالم ذكي ومتصل بشكل تام.

وعملت ا منذ سنة 2011 على تحديث نظامها لإدارة المسؤولية الإجتماعية بناءا على مبادئ ISO26000 التوجيهية، فضلا على تشكيل لجنة عالمية للمسؤولية الإجتماعية موجهة إلى مراقبة تطبيق الإستراتيجية في جميع أنحاء العالم حتى تضمن أعلى مستوى من الكفاءة.

وسرعان ما بدأت هذه الإستراتيجية تؤتي ثمارها على أرض الواقع، حيث بادرت هواوي منذ ذلك الوقت بإطلاق برامج عالمية هادفة والعمل جنبا إلى جنب مع منظمة الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) وتقليص الفجوة الرقمية من خلال دعم الشمول الرقمي عبر برامج TECH4ALL و TECH4GOOD وغيرها..

كما حظيت المرأة بإهتمام خاص من هواوي تجسد في برامجها التي تنضوي تحت شعار “المرأة في مجال التكنولوجيا Women in Tech” ذلك أن جميعها تتشارك هدف جعل المرأة طرفا فاعلا في مجال التكنولوجيا.

وكدليل على دعمها اللا محدود للمواهب الشابة، توظف هواوي حديثي التخرج الذين لم يحظوا بمسيرة مهنية بعد وهذا يعد عادة صعب المنال خاصة على مستوى الشركات الرائدة عالميا.

وأطلقت إضافة إلى ذلك برامج تتميز بطابعها العلمي والتعليمي وتستهدف الشباب والمواهب في كافة مناطق تواجدها حول العالم تقريبا.

ذلك أنها لم تدخر جهدا في تعميم هذه البرامج على نطاق واسع حتى يتسنى لأكبر قدر ممكن من الشباب من مختلف الجنسيات الإستفادة منها.

ويبدو ذلك جليا في تصدر هواوي في السنوات الأخيرة لمشهد المسؤولية الاجتماعية للشركات في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، بفضل أنشطتها المكثفة على مدار السنة وحرصها على ترك أثر إيجابي ومؤثر ضمن هذه المجتمعات.

كذلك لا يخفانا مساهمة هواوي تونس أيضا في تكوين المواهب التونسية الشابة وتطويرهم مهنيا، ناهيك عن تعزيز قدرات الشباب ذوي المهارات العالية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

فيما تتمثل البرامج التي نظمتها هواوي تونس؟

  • برنامج برنامج بذور المستقبل Seeds for the future

مثل برنامج بذور المستقبل “Seeds for the future ” شعلة البداية، حيث إنطلق في تونس منذ سنة 2015 وكان بمثابة نموذج تعاون بين الصين وتونس في المجال التكنولوجي.

كما كان خير مثال على مجهودات هواوي في تشجيع الشباب التونسي باعتباره فرصة مميزة لتطوير المواهب المحلية الماهرة في مجال تكنولوجيا المعلومات وال المتنامي.

ويلعب دورا هاما في دعم المهارات القيادية للشباب وزيادة قدرتهم التنافسية، والقضاء على الفجوة المعرفية بين الدراسة النظرية وما يحتاجه سوق العمل، حتى يتسنى لهم المنافسة على الصعيدين المحلي والدولي في مجال التكنولوجيات الحديثة.

وقد استفاد من البرنامج أكثر من 100 طالب تونسي، ذلك أنه يخول للطلبة الذين يقع الاختيار عليهم السفر إلى الصين لمدة أسبوعين للتعرف على التقنيات الناشئة والتواصل مع طلبة وخبراء آخرين في هذا المجال، ما يمكنهم من تبادل الخبرات والثقافات.

  • برنامج أكاديمية هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال” “ ICT Academy

يعتبر برنامج ”أكاديمية هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال،Huawei ICT Academy” مشروعا ضخما أطلقته هواوي تونس في سنة 2018, ويهدف إلى تعزيز قدرات الطلبة والشباب في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ التي تشمل التخزين والبيانات الضخمة Big ، وشبكات الجيل الخامس ، والحوسبة السحابية Cloud Computing، والذكاء الاصطناعي AI والشبكات اللاسلكية وانترنات الأشياء iOT، وبالتالي تعزيز اندماجهم في سوق الشغل.

وقد أقام البرنامج شراكات مع عدد هام من الجامعات من أجل توفير التكوين لفائدة الطلبة وأطر التدريس في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

فقد نجحت هذه المبادرة في تكوين 715 طالب تونسي في مجال التكنولوجيا و130 أستاذ بالشراكة مع أكثر من 66 جامعة في مختلف مناطق البلاد.

  • برنامج Spark 

يهدف برنامج Spark إلى تأطير الشباب ودعمهم في انجاح مشاريعهم  وشركاتهم الناشئة فضلا على منحهم تدريبا في مجال الأعمال والتكنولوجيا.

وقد أعلنت عنه هواوي تونس مؤخرا بمشاركة جهات بارزة؛ أهمها وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشركة Capital ومؤسسة تونس للأقطاب التكنولوجية الذكية Smart Technoparks.

ومازالت المشاركة في البرنامج مفتوحة إلى غاية 31 أوت، حيث ستستفيد بفضله 15 شركة تونسية ناشئة بعد إختيار الأفضل من بين ال شركة المترشحة.

بذلك وثقت هواوي إلتزامها الفعلي بالمسؤولية الاجتماعية للشركات حول العالم ولم تجعل استثماراتها حكرا على منتجاتها الذكية وخدماتها والبحث والتطوير، إنما صنعت من نفسها شركة رائدة بكل المقاييس.