منذ إعلان خبر اختراق مليون حساب على عبر خاصية “مشاهدة الصفحة كـ” أو ما يعرف بـ”View as”، التي استغل الهاكرز ثغرة أمنية فيها، لاختراق حسابات المستخدمين. تعالت وتيرة انتقادات الشبكة الاجتماعية، وتراوحت التفاعلات من رفع قضايا ضد الموقع إلى المطالبة بتوضيح ملابسات عملية الاختراق، وتعويض المتضررين. خاصة وأنّ فيسبوك لم يوفّر الحماية المطلوبة لبيانات المستخدمين.

تواجه ا اليوم دعاوٍ بالجملة، فالسبب وراء الاختراق الأخير هو افتقار فيسبوك لدرجة الأ المناسبة للمحافظة على بيانات المستخدمين. وقد أعلنت فيسبوك أنها أصلحت الأمر، وقامت بتسجيل الخروج من جميع الحسابات التي تعرضت للاختراق. كما نبّهت الأشخاص المعنين عبر إشعارات بتسجيل الدخول مجدّدا. لكن الشّركة ظلّت للحظات، دون أية معلومات عن الجهة خلف الاختراق. الغضب الذي عمّ بسبب ما حدث، يجعل الأمر مشابها للضربة التي واجهتها فيسبوك بسبب فضيحة كامبريدج أناليتكا التي أفقدتها مصداقيتها لدى كثير من المستخدمين، وأثرها السلبي المتواصل.

وجّه مفوّض التجارة الفيدرالية الأمريكي ردا قويا وبسيطا بتغريدة تقول: “أريد أجوبة”. ولم تتوقّف سلسلة الضغوط على فيسبوك، عند هذا الحد. ففي خطاب لعضو مجلس الشيوخ مارك وارنر، وصف هذا الأخير، الاختراق بالمقلق جدا، ودعا إلى تحقيق كامل حول هذا الأمر.

لم ينتهِ الأمر هنا، فقد ظهر تقرير يفيد باحتمال فرض الاتحاد الأوروبي غرامة على فيسبوك تصل إلى 1.63$ مليار. فقد رأى المشرعون في الاتحاد الأوروبي أن الاختراق يمثّل انتهاكا صارخا لقانون الخصوصية الجديد. طالبت لجنة حماية البيانات الإيرلندية، أيضا، فيسبوك بتوضيح حول حجم الثغرة التي تسبّبت في اختراق حسابات المستخدمين، وتحديد المتضررين من قاطني الاتحاد الأوروبي. وتعتبر هذه القضية اختبارا لمدى جدية الاتحاد الأوروبي في تطبيق قانون حماية الخصوصية الجديد الخاص بالمواقع وشبكات التواصل الاجتماعي.

ينص القانون على فرض غرامات كبيرة في حال تعرّضت بيانات المستخدمين للاختراق وتقصير المنصات والمواقع في حمايتها. تغرَّم الشّركات التي يثبت تقصيرها في حماية بيانات المستخدمين بمبلغ 23 مليون دولار، أو ما يعادل 4% من إيرادات الشركة للسنة السابقة. وهو ما يُعتبر أعلى بالنسبة لفيسبوك، حيث ستصل قيمة الغرامة في هذه الحالة إلى 1.63 مليار دولار.

يبقى القرار الفصل في هذه القضية رهن التحقيقات في ما حصل والتدقيق في سياسات فيسبوك، سواء في التطبيق أو الموقع. فيسبوك حاليا، في موقف لا تحسد عليه. ويبدو أن الأيام القادمة ستكون حافلة بقرارات مماثلة ضد الشركة.