موصلات الصّوت ( prise jack ) , و الّتي ربطت هواتفنا بكلّ الإكسسوارات الخارجيّة و الأجهزة ظلّت موجودة منذ ما يقارب 150 سنة . و في هذا التّقرير الخاصّ , سنبيّن لكم أعزّائنا متتبّعي تويتاك لماذا قامت شركة   بتغيير هذه العادة , و أطلقت سمّاعات الأذن الجديدة المسمّاة Airpods , و الّتي كانت أبرز ملامح آيفون 7 الجديد الّذي صدر رسميّا منذ أيّام قليلة .

موصلات الصّوت المرتبطة بأجهزة ال تمّ إختراعها في القرن 19 , و هي من أقدم الإختراعات الكهربائيّة اللّاسلكيّة . فبعد أن كانت ذات 6.35 مليمتر , تمّ تقليصها إلى 3.5 مم في السّتينات من القرن الماضي , و هو تحوّل جعل منها منتشرة في معظم التّجهيزات الكهربائيّة الصّوتيّة الّتي قد تتخيّلونها : مضخّمات الصّوت المنزليّة , مضخّمات الصّوت الخاصّة بالسّيارات , القيثار الكهربائي , الحواسيب اللّوحيّة , أنظمة التّرفيه بالطّائرات , الهواتف الذّكيّة , و ( حتّى اليوم ) , هواتف آيفون …

شركة آبل علّلت هذا الإختيار بأنّ مستقبل الصّوتيّات سيكون “ لاسلكيّا ” , لكن الآن هذا المستقبل سيكون له ثمن : فمستعملوا الآيفون سيكون عليهم التّخلّي عن سمّاعات الأذن الممتازة الّتي يملكونها , و أن يشتروا سمّاعات الأذن اللّاسلكيّة الجديدة كإكسسوار ضروري تابع لآيفون 7 الجديد . و بالتّالي , فالكرة الآن في ملعب آبل لكي تجعل من هذا التّغيير ضرورة و واقعا .

في الواقع , موصل الصّوت ( prise jack ) موجود منذ 100 سنة , و قد تمّ التّقليص في حجمه منذ سنة , و منذ ذلك الوقت لم يقع المساس به أبدا .

لكن يبدو أنّ الوقت قد حان للتّغيير . و بالمناسبة , تاريخيّا , كانت آبل دائما ما تعمد إلى الجنوح عن المعايير المعترف بها و تعتنق كلّ جديد في الميدان التّكنولوجي .

لكن , و إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية عمليّة بحتة , فموصل الصّوت ذي ال3.5 مم لا يشكو من أيّ نقص , و هو ليس في حاجة واضحة للتّعويض أو التّغيير . بالتّأكيد , قد يكون موصل الصّوت سببا في جلب الأوساخ إلى الهاتف , لكن لا يمكن مع هذا الإنكار بأنّه واسع الإستخدام , و ليس علينا أن ندفع أموالا إضافيّة مقه , كما أنّ الإشارات الّتي يبثّها ليست في حاجة إلى أن تحلّ شيفرتها . و لأنّه تناظري و ليس بمعيار رقمي , فلا يمكن بالتّالي إقفاله رقميّا من أيّ جهة مؤثّرة خارجيّة .

لكن ما الّذي جعل آبل تقرّر إزالة موصل الصّوت بالفعل من النّاحية التّقنيّة البحتة ؟

أحد مهندسي شركة آبل البارزين , و يدعى Riccio , أفاد بأنّ أحد خصائص الآيفونات الجديدة البارزة هي نظم الكاميرا المحسّنة و الّتي أصبحت أعرض من الكاميرات الموجودة في الأجهزة السّابقة . هاتف آيفون 7 الآن لديه خاصّية الإستقرار البصري للصّورة , و الّتي كانت حكرا سابقا على الأجهزة الأعرض من حيث الحجم . و هاتف ” آيفون 7 بلوس” لديه إثنان من أنظمة الكاميرا الكاملة جنبا إلى جنب : واحدة ذات عدسة واسعة ثابتة , و الأخرى ذات عدسة ( telephoto ) بخاصّية تكبير مضاعفة . و في أعلى هاتفي آيفون 7 و آيفون 7 بلوس , هناك قطعة تسمّى ” driver ledge ” , أو ما يسمّى ب” العرق المعدني القائد ” في مصطلحات التّكنولوجيا , و هو عبارة عن دارة كهربائيّة صغيرة مطبوعة تقوم بالتّحكّم في شاشة الآيفون و خلفيّته الضّوئيّة .

sub-buzz-30718-1473102108-1

و تاريخيّا , قامت شركة آبل بوضع هذه القطعة في ذلك الموضع لملائمة و تكييف التّعديلات و التّحسينات على مستوى سعة و أداء البطّارية .

لكن و بحسب المهندس Riccio من آبل , فإنّ ” العرق المعدني القائد ” قد تداخل مع خطوط أنظمة الكاميرا الواسعة الجديدة الّتي تمّت إضافتها في هاتف آيفون 7 الجديد . و بالتّالي , قامت شركة آبل بتحريك ” العرق المعدني ” قليلا إلى الأسفل داخل كلّ من آيفون 7 و آيفون 7 بلوس .

لكن , هنا , تداخل هذا ” العرق المعدني ” مرّة أخرى مع مكوّنات أخرى داخل الهاتف , و بالأخصّ ” موصل الصّوت ” العزيز .

إذن , قرّر مهندسوا الشّركة الأمريكيّة محاولة إزالة موصل الصّوت و جعل سمّاعات الأذن لاسلكيّة لأوّل مرّة في التّاريخ . و هو ما تمّ بالفعل .

و بعد أن قاموا بهذا الأمر , إكتشف مهندسوا آبل أمورا مميّزة .

أوّلا : أصبح من السّهل تحميل و وضع خاصّية ” Taptic Engine ” , و الّتي تقوم بالتّحكّم بالزّرّ الرّئيسي الحسّاس الجديد في آيفون 7 , و الّذي يستعمل الإهتزازات الشّعوريّة لنقل أحاسيس و نوايا المستخدم لتتحوّل إلى نقرات ( clicks) , دون أن يقوم المستعمل فعليّا , بلمس أيّ شيء !

ثانيا : هناك فرصة جيّدة للرّفع من عمر البطّارية . حيث سيكون عمر بطّارية الآيفون 7 أطول بنسبة 14 % من سابقه, و بنسبة 5 % بالنّسبة لنسخة آيفون 7 بلوس . و سيمنح تقريبا ساعة و نصف إضافيّة إلى مدّة الحفاظ على الشّحن .

ثالثا : (و قد يكون أهمّ أمر ) , هو أنّ إزالة موصل الصّوت ساعد في جعل هاتف الآيفون الجديد يصل إلى معيار IP67 الخاصّ بمقاومة الماء , و الّتي سعت آبل إليه منذ سنوات .

إذن , يبدو أنّ موصل الصّوت ذي ال3.5 مم كان يسير بالفعل نحو قدره المحتوم !  و لم لم تكن نهايته مقترنة بهاتف آيفون 7 , كانت ستكون بلا شكّ , في هاتف آيفون 8 .

للتّذكير , فإنّ هاتف آيفون 7 سيأتي مع سمّاعات الأذن اللّاسلكيّة المضيئة ( Airpods ) . هذا صحيح , لكن سيكون هناك جهاو ملائم خاصّ ( adaptateur ) للأشخاص الّذين لا يريدون مفارقة سمّاعات الأذن الحاليّة الخاصّة بهم .

لكن يبقى الإشكال الّذي يواجه شركة آبل هو مدى إستعداد المستعملين لدفع المبلغ الإضافي لإقتناء السّمّاعات الاّسلكية الجديدة , و المقدّر ب50 دولار ؟ و هل سيكونون على إستعداد أصلا , لتقبّل هذا التّغيير التّكنولوجي الجديد ؟

لننتظر ؟

sub-buzz-14973-1473277751-1