في إنجاز فريد من نوعه , قام مجموعة من المهندسين التّابيعن لشركة للسّيّارات , بإدخال  تحسينات متطوّرة على محرّكات الشّركة من خلال إنتاج محرّك  Diesel  مصنوع  بالكامل من الماء ذي الحرارة المرتفعة  و ثاني أوكسيد الكربون !

فبعد أربعة أشهر فقط من العمل , تمكّن المعمل التّابع لAudi برعاية  تكنولوجيّة Sunfire , من إنتاج أوّل محرّك من هذا النّوع و أطلقت عليه  إسم ” Blue Crude ” .  هذا المحرّك , إذن , متكوّن من سلسلة طويلة من مكوّنات الهيدروكربون , مشابهة لمحروقات الوقود المستحثّة  (  fossil fules ) , لكنّها لا تحتوي  على الكبريت أو الموادّ الأروماتيّة ( Aromatics ) .  و مكوّنات الهيدروكربون هذه تحترق دون أن تقوم بإنتاج أيّ أدخنة سوداء ( Soot ) .

هذا المفهوم الجديد في عالم السّيّارات إسمه  Fischer-Tropsch , و هو ليس جديدا في الواقع , بما أنّ أوّل فكرة بشأنه إنبثقت في العشرينات من القرن الماضي , لكنّها لم تطبّق أو تفعّل على أرض الواقع في مثل هذه الدّرجات الحراريّة المرتفعة . فدرجات الحرارة المرتفعة , أعزّائي , هي من كان سببا في إنتاج هذا المحرّك .

إذن كيف يتمّ الأمر بالضّبط ؟

العمليّة تنطلق من خلال مصادر الطّاقة المتجدّدة  ( الرذياح , الشّمس او القوّة الهيدروجينيّة للهواء )  . إذن , تسخّن هذه الطّاقة الماء إلى حدود 1472 درجة على مقياس فهرنهايت .  و هذا البخار عالي الحرارة للغاية و المتكوّن بعد هذه العمليّة ,  تنقسم جزيئاته لتصبح هيدروجين و أوكسيجين , و ذلك بفعل الطّاقة الكهربائيّة الّتي يولّدها كابل كهربائي تمّ وضعه في الماء .

و في نفس الوقت , ينقسم ثاني أوكسيد الكربون  إلى أحادي أوكسيد الكربون . و بعد ذلك , يختلط الهيدروجين المنبعث من الماء , مع أحادي أوكسيد الكربون في درجة ضغط و درجة حرارة عاليين جدّا , و النّتيجة هي محرّك  ” Blue Crude ” .

هذا و أعلنت تكنولوجيّة  Sunfire  الرّاعية لهذا الإنجاز , أنّ هذا المحرّك ليس فقط صديقا للبيئة و محافظا عليها , بل يمثّل 70 % من فعاليّة الطّاقة , أي أنّ  70 % من الطّاقة الّتي تبثّها الطّاقات المتجدّدة الطّبيعيّة  تظلّ مخزّنة في المحرّك .