في خبر مفزع و غير عادي , أعلنت شركة Foxconn العملاقة المصنّعة للإلكترونيّات , و الّتي تزوّد شركات مثل و , أنّها إستبدلت ما يقارب 60 ألف عامل لديها , بمجموعة من الرّوبوتات , و ذلك في واحد من مصانعها في الصّين . هذا التّغيير يمكن إعتباره خبرا سيّئا سواء للأشخاص الّذين خسروا وظائفهم , أو بالنّسبة لنا جميعا بإعتبار أنّ هناك خطرا حقيقيّا قادما و هو : الرّوبوتات !

فحسب مصادر إعلاميّة صينيّة , فقد قام هذا المعمل في منطقة Kunshan الصّينيّة , بتقليص ترسانة عمّاله من 110 آلاف إلى ألف , و ذلك بفضل إدخال الرّوبوتات . و هناك المزيد من المعامل و الشّركات الّتي ستحذو حذو هذا المعمل قريبا .

و في تصريح لوسائل إعلام دوليّة , قالت شركة Foxconn أنّها تعمل على جعل الكثير من وظائفها التّصنيعيّة تعمل بشكل آليّ . لكن في المق أفادت أنّ هذا الإنتقال الّذي أدخلته لا يعني بالضّرورة أن يفقد العمّال و الموظّفون وظائفهم تماما .

الشّركة أفادت أنّها تستعمل هندسة الرّوبوتات و تكنولوجيّات تصنيعيّة مبتكرة أخرى من أجل تعويض الوظائف المتكرّرة الّتي تمّ القيام بها من قبل من طرف العمّال . و هي تنوي أن تخصّص هذا النّوع من الوظائف الرّتيبة و المملّة الّتي تستهلك الوقت و الجهد , للرّوبوتات لكي تتمّها , بينما ستوكل للعمّال و الموظّفين , بعد الخضوع إلى فترة تدريبيّة , مهامّ أخرى ذات قيمة مضافة أكبر في العمليّة التّصنيعيّة , مثل البحوث و التّطوير و مراقبة العمليّات و مراقبة الجودة و غيرها .  و أردفت الشّركة أنّها ستواصل إدراج العمل الآليّ مع القوّة البشريّة في عمليّاتها التّصنيعيّة , و هي تتوقّع أن تتدعّم يدها العاملة بشكل أكثر تأثيرا في الصّين .

شركة Foxconn , الواقعة في تايوان و المصنّعة لأجهزة    و , تعرّضت لعديد الإنتقادات على خلفيّة ظروف العمل القاسية الّتي تحصل داخل معاملها , و الّتي أدّت في الماضي إلى إقدام بعض العمّال على الإنتحار . لكن يرى العديد من المحلّلين أنّ مثل هذا الإجراء المتعلّق بإدراج الرّوبوتات في خطّ عمل الشّركة قد يؤدّي إلى تفاقم البطالة في الصّين , و الّتي يعمل الكثير من سكّانها في تايوان .

و على ضوء هذا الخبر , يبدو أنّ ثورة الرّوبوتات ليست ببعيدة في ميدان الصّناعة , بما أنّ هناك جنوحا نحو إعتماد الآلات في الأشغال و الوظائف اليدويّة , و هذا ما يشكّل خطرا حقيقيّا على التّوظيف و سوق الشّغل الّتي تشكو أصلا من كمّ هائل من المشاكل .