تعتبر “المحاكاة البيئيّة” من بين التّقليعات الجديدة الّتي تلهم العالم حاليّا, و تهدف إلى تصميم أنظمة يمكنها أخذ أبعاد جديدة , عبر توليد الطّاقة الكهربائيّة من الرّياح. في هذا الإطار , أثارت شركة مؤسّسها مهندس تونسيّ, الإعجاب و ألهمت العديد من الأقلام الإعلاميّة الغربيّة المختصّة, من خلال صنعها لطوربين (Turbine) رياح ذي تصميم جديد, مستوحى من أجنحة “الطّائر الطّنّان”.  هذا الطّوربين مجهّز بزوج من الأجنحة الخفّاقة الّتي يبلغ طولها ما يزيد عن خمس أقدام و بإمكانها التّحرّك وفق ثمانية محاور, تماما مثل الطّريقة الّتي يحرّك بها “الطّائر الطّنّان” جناحيه بينما يحلّق في الهواء.

التّقرير الخاصّ الّذي أصدره موقع Daily Mail البريطانيّ الشّهير, منذ أيّام , أفاد بأنّ تصميم هذه الطّوربينات يمكّنها من توليد الطّاقة بإتّجاه الأعلى و بإتّجاه الأسفل في ذات الوقت.

محور طوربين Tyer العموديّ و المحوّل لطاقة الرّياح, يسخّر قوّة الرّياح بإستخدام “الأجنحة الخفّاقة” الّتي تقلّد حركات واحد من أكثر الطّيور النّشطة : “الطّائر الطّنّان” ( Hummingbird) , و ذلك حسب الشّرح الّذي نشرته شركة Tyer Wind على موقعها الإلكترونيّ الخاصّ.

تكنولوجيّة Tyer , إخترعها المهندس التّونسي أنيس العويني , و هي مستوحاة من الطّبيعة, و من المنتظر أن تكون ذات فعاليّة كبرى, إضافة إلى أنّها ستكون “صديقة للبيئة” و قة للتّمديد بشكل مثاليّ.

3C8B25C600000578-4161090-image-a-3_1485452452928

هذا الطّوربين المبتكر لا يحتوي على شفرات ( blades) دوّارة, بل فقط على أجنحة خفّاقة , تحوّل طاقة الرّياح إلى “كهرباء نظيفة”, و ذلك بفضل ديناميكيّتها ثلاثيّة الأبعاد الّتي إبتكرها المهندس التّونسي أنيس العويني.

ديناميكيّة “العويني” ثلاثيّة الأبعاد, كما سمّاها موقع دايلي مايل, تسمح بتحويل “حركة طوليّة” إلى “حركة دوّارة” أو “تردّديّة”, و هي قادرة على محاكاة “الدّيناميكيّات الحيوانيّة”, بما في ذلك ديناميكيّة حركة “الطّائر الطّنّان”, و ذلك بأسلوب فعّال للغاية و “طبيعيّ”.

“الطّائر الطّنّان” يستخدم “مورفولوجيا” بنيويّة و ديناميكيّة خاصّة لخفق جناحيه بين 50 و 200 مرّة في الثّانية, أثناء تحليقه في الهواء , و هي مجموعة الطّيور الوحيدة القادرة على الطّيران و التّحويم إلى الخلف !

02AA93D7000004B0-4161090-image-a-2_1485451015903

المهندس أنيس العويني, صرّح لصحيفة دايلي مايل البريطانيّة الشّهيرة, بأنّه و فريقه أمضوا الوقت في البحث و دراسة هذه الطّيور الرّائعة بهدف إيجاد طريقة لترجمة و محاكاة أسلوب طيرانها .

شركة Tyer Wind صمّمت الأجنحة لإلتقاط الطّاقة من الرّيح , ثمّ إرسالها إلى محور مستدير داخل “الطّوربين”, و الّذي يؤدّي وظيفة العامل المحرّك في الطّوربين.

تصميم طوربين Tyer Wind هو كذلك مختلف عن طوربينات الرّياح التّقليديّة, بما أنّها تحوّل الحركات الطّوليّة إلى حركة دائريّة تدور على 8 محاور .

الشّركة التّونسيّة تجري حاليّا إختبارا على هذا الطّوربين في فضاء يتمّ التّحكّم فيه عن بعد , و هو قادر على إنتاج ألف كيلو واط من الطّاقة الكهربائيّة.

أجنحة الطّوربين تمّ تصميمها من ألياف الكربون , و كلّ جناح يبلغ طوله 5.25 قدم , و هي تخفق مع بعضها على إرتفاع 12 متر مربّع.

هذا الطّوربين ليس فقط قادرا على إلتقاط المزيد من الرّياح, بل هو كذلك, حسب تصريحات أنيس العويني للموقع البريطانيّ, يحاكي الطّبيعة بإمتياز و بإمكانه التّكيّف بسهولة معها .

هذا الطّوربين يصدر أيضا أقلّ درجة من الضّجيج, و بإمكانه أن يكون أقلّ خطرا على الطّيور , إذا ما إختلط على هاته المخلوقات و ظنّته طائرا مثلها !

تجارب جديدة تمّ إجرائها مؤخّرا في تونس في هذا المجال أظهرت نتائج مشجّعة. لكن يجب مع هذا , إكمال هذا الجهاز من الجهة التّقنيّة و تحقيق درجات “محاكاة” تكون أكثر عمقا , من أجل بناء هذه التّكنولوجيّة, و حتّى من أجل إستبدال مصادر تحويل طاقة الرّياح التّقليديّة. الكثير من العمل ما زال ينتظر إذن فريق شركة Tyer Wind , خاصّة من أجل تحسين تصميم هذا الطّوربين و جعله ينتج المزيد من الطّاقة.

هذا و نأمل أن تولي الدّولة التّونسيّة و الشّركات المختصّة, الإهتمام بإتمام جميع الإجراءات و تذليل كافّة العقبات لتعزيز دور مجال الطّاقات المتجدّدة و البديلة في بلادنا و الّذي من شأنه أن يحلّ العديد و العديد من المشاكل.