أعلنت شركة أمس الخميس 22 سبتمبر في بيان خاصّ لها بأنّ المعلومات الخاصّة المضمّنة في حسابات 500 مليون مستعمل على الأقلّ , قد تمّت سرقتها من طرف مجموعة من الهاكرز , و ذلك منذ عامين , في إنتهاك صارخ يعدّ من أكبر عمليّات السّطو الإلكترونيّة المعروفة على الإطلاق .

ففي بيان لها , قالت شركة Yahoo بأنّ المعلومات الخاصّة بالمستخدمين , بما في ذلك أسمائهم , بريدهم الإلكتروني , أرقام هواتفهم , تواريخ ميلادهم , جوازات سفرهم , و في بعض الأحيان حتّى أسئلة الأمن الخاصّة , تمّت سرقتها سنة 2014 , و بدعم من دولة ما !

هذا و لم تكشف شركة  Yahoo عن إسم هذه الدّولة المتورّطة في هذه القضيّة , و هو أمر خطير يطرح أكثر من تساؤل حول مدى أمن الشّبكة العنكبوتيّة .

عمليّة قرصنة  Yahoo تبقى واحدة من أهمّ الأحداث مؤخّرا بإعتبار أنّ هذا الموقع هو من أكثر المواقع إزدحاما من خلال مليار مشتعمل ينفذون إليه شهريّا . و الأمر لديه إنعكاسات عميقة على المستهلكين و كذلك على أحد أضخم الشّركات في الولايات المتّحدة , و هي Communications الرّاعية ياهو .

بريد ” ياهو ” هو من أقدم خدمات البريد الإلكتروني المجّانية , و قد بنى العديد من المستعملين هويّاتهم الرّقميّة حوله , من حساباتهم البنكيّة مرورا بألبومات صورهم و وصولا حتّى إلى معلوماتهم الطّبية الخاصّة .

تغيير كلمة العبور الخاصّة بحسابات Yahoo , ستكون البداية فقط للعديد من المستخدمين . فسيكون عليهم المرور عبر خدمات و وسائط أخرى للتّأكّد من أنّ كلمات العبور المستخدمة في هذه المواقع ليست متطابقة مع ما كانوا يستخدمونه على Yahoo . و إن لم يقوموا بهذا , سيكون عليهم التّعامل مع كلّ شيء يتلقّونه إلكترونيّا بالكثير من الشّكّ و الرّيبة, و ذلك في حال مازال هؤلاء الهاكرز المجهولون يحاولون خداعهم من أجل الحصول على أكثر معلومات .

و تجدر الإشارة إلى أنّ بيانات Yahoo الذتي تمّ السّطو عليها مهمّة للغاية , لأنّها لا تؤدّي فقط إلى نظام وحيد , بل إلى شبكة  إتّصال المستخدمين حول العالم ببنوكهم و حساباتهم على مواقع التّواصل الإجتماعي و إلى خدمات ماليّة أخرى , و حتّى إلى أقاربهم و أصدقائهم , و هو ما يجعل من الأمر شديد الخطورة .

من جهة أخرى , نصحت شركة Yahoo المستعملين بأن يغيّروا كلمات العبور الخاصّة بهم . كما أكّدت أنّها تعمل حاليّا مع السّلطات المختصّة في إطار تحقيق شامل لمعرفة كلّ حيثيّات القضيّة , و أنّها ستتوصّل قريبا إلى معالجة هذا الإشكال .