يبدو أن بحيرة ضخمة من المياه المالحة مدفونة في أعماق المريخ. وهذا يطرح مجددا إمكانية وجود حياة على الكوكب الأحمر.  أثار الاكتشاف الذي بُني على تحليل مشاهدات لمركبة فضائية أوروبية بهجة الخبراء؛ خاصة وأنهم سعوا طويلا لإثبات وجود الماء السائل على المريخ.

قالت عالمة الجيوفيزياء في جامعة تكساس، كاسي ستور، أنّ صحة الاكتشاف تعني أنّ العلماء قد وجدوا لأوّل مرة دليلا فعليا على وجود كمية كبيرة من الماء على سطح المريخ. وقد سبق ووجدت ستورمان علامات تدل على وجود مخزون ضخم من الماء المتجمّد سنة 2016.

لم تحدّد الدراسة التي نُشرت أمس الأربعاء في مجلة  العلمية مدى عمق مخزون المياه الذي تم اكتشافه. لهذا، لا يستطيع العلماء بعد تحديد ما إذا كان هذا المخزون تحت الأرض، أو أنه يشبه طبقة مياه جوفية، أو هو مجرد طبقة من الوحل اللزج.

للعثور على الماء، قام الباحثون بتحليل الإشارات الرادارية التي جمعتها المركبة الفضائية Mars Express التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، طيلة ثلاث سنوات. وتشير النتائج التي توصّلوا إليها إلى وجود خزان بطول 12 ميلا (20 كيلومترا) تحت الجليد على مسافة ميل (1.5 كيلومتر) في منطقة قريبة من القطب الجنوبي للمريخ. وقد أمضوا سنتين في فحص البيانات للتأكد من أنهم قد اكتشفوا وجود الماء وليس الجليد أو أي مادة أخرى.

المريخ بارد جدا، لكن الماء الذي تم اكتشافه ظل سائلا بفضل الأملاح الذائبة فيه. وهي حسب كيرستين سيباخ، عالمة الجيولوجيا الكوكبية في جامعة رايس، ليست الظروف المثالية للحياة. في المق، تمكنت ميكروبات من التكيف مع بيئات كهذه على الأرض. فهل هذه أولى علامات وجود حياة فعلية على المريخ؟