إذا حدث و أسقطتم هاتفكم الذّكيّ أرضا, و تعرّضت شاشته للكسر أو الخدش, فغالبا ما يكون أمامكم خياران إثنان : إمّا أن تقوموا بإصلاح الشّاشة أو تستبدلون الهاتف بالكامل.

مجموعة من الكيميائييّن من جامعة كاليفورنيا, توصّلوا مؤخّرا إلى إبتكار ما يمكن تصنيفه كالخيار الثّالث الإضافيّ, مع الخيارين الأوّلين الّذين ذكرناهما في المقدّمة : و هي مادّة خاصّة بشاشة الهاتف بإمكانها جعل الشّاشة تصلح نفسها بنفسها.

هؤلاء الباحثون قاموا بالعديد من التّجارب على هذه المادّة, بما في ذلك قدرتها على إصلاح نفسها من الخدوش و الكسور الّتي قد تلحق بها.

و بعد أن قاموا بتمزيق المادّة إلى نصفين , تمكّنت هذه الأخيرة من الإلتحام مجدّدا بعد أقلّ من 24 ساعة ! و ذلك حسب تصريح العالم Chao Wang , الّذي ترأّس فريق العلماء المشتغل على الأبحاث الخاصّة بهذه المادّة.

stock-photo-ion-dipole-interaction-of-electrolyte-in-aqueous-solution-350946689

هذه المادّة, الّتي بإمكانها التّمدّد مرّة أكبر من حجمها الأصليّ, هي مصنوعة من مادّة “البوليمر” الممدّد, الممزوج بنوع من “الملح” الأيونيّ. و هي تتميّز بنوع خاصّ جدّا من الصّمغ, يطلق عليه إسم “ion-dipole interaction” , و هي قوّة كامنة بين الإيونات المشحونة و الجزيئات القطبيّة. و هذا يعني أنّه عندما تتحطّم هذه المادّة أو تخدش لأيّ سبب من الأسباب, فإنّ الأيونات و الجزيئات تلتصق ببعضها البعض لإعادة المادّة إلى وضعها الطّبيعيّ.

هذه هي المرّة الأولى الّتي يخترع فيها علماء , مادّة ذاتيّة العلاج, بإمكانها التّعامل مع الكهرباء, و جعلها نافعة للإستعمالات الخاصّة بشاشات الهواتف و البطّاريات.

58e26e8a77bb70f13a8b56f6-800

بعض الهواتف الحاملة لعلامة الكوريّة, على غرار هاتف G Flex , تحتوي بالفعل على مادّة مماثلة على غطائها الخلفيّ, بإمكانها معالجة الخدوش. لكن هذه المادّة ليس في مقدورها التّعامل مع الكهرباء, و بالتّالي لا يستطيع مصنّعوها إستخدامها من أجل الشّاشات.

معظم شاشات الهواتف تمتلك شبكة داخليّة من الإلكترودات, و عندما تلمسونها, يكمل إصبعكم مسار دارة كهربائيّة محدودة, تخبر هاتفكم عبر إشعار نهائيّ, بالخطوة الّتي سيقوم بها .

و يتوقّع رئيس فريق العلماء, البروفيسور Wang , بأنّ هذه المادّة الجديدة ذاتيّة العلاج, ستستخدم في شاشات الهواتف و البطّاريات مع حلول عام 2020. و ستحدث “ثورة حقيقيّة” في هذا المجال, حيث أنّها ستكتسح أسواق الهواتف الذّكيّة, حسب تصريح البروفيسور, و ستغيّر حياة المستعملين اليوميّة, من خلال توفير أداءات أقوى و أفضل بكثير.