عند إعلان شركة عن إطلاقها لهاتف P9 ثمّ , كانت القصّة الأكبر هي “الكاميرا”, أو في الواقع, “نظام الكاميرا”. ففي الماضي, كانت نظم الكاميرا الثّنائيّة أو الكاميرا المزدوجة تستخدم في أساليب و أدوات “التّغيّر المركّز” (-charging) أو مجال الأبعاد الثّلاثيّة, لكن هواوي إتّخذت مقاربة مختلفة : فالكاميرتان الإثنتان لهاتف P9 تلتقطان صورة واحدة فقط, لكن من المفروض أن تكون بجودة أعلى بكثير. و سنشرح لكم في هذا التّقرير الخاصّ, كيفيّة عمل نظام الكاميرا المزدوجة من الأليّة في هاتفي هواوي الأخيرين.

لما تصلح الكاميرا الثّانية بالضّبط ؟

كاميرتا هاتف P9 و كذلك هاتف Mate 9 تقومان بشيئين مختلفين. الكاميرا الأولى تمتلك مستشعرا RGB تقليديّا, ما يعني أنّها تلتقط صورا ملوّنة ; أمّا الكاميرا الأخرى فهي تمتلك مستشعر (monochrome) , ما يعني أنّها تلتقط فقط المشاهد باللّونين الأسود و الأبيض ; ( أي أنّه بإمكانكم إلتقاط صور بالأبيض و الأسود فقط, إذا أردتم ذلك بالطّبع). و بهذا فإنّ هاتفي P9 و Mate9 لديها المزيد من المعلومات للعمل في إطارها بينما يتعاملان مع ما تشاهده الكاميرا.

لكن ما الّذي يجعل الأسود و الأبيض مفيدين ؟

قد يبدو الأمر غير متوقّع, لكنّ مستشعر الmonochrome يمكنه أن يلتقط المزيد من التّفاصيل من مشهد ما , أكثر من مستشعر الألوان. و هذا لأنّ مستشعر الmonochrome يهتمّ فقط بكميّة الضّوء الصّادرة في أيّ نقطة , و لا يهتمّ بلون الضّوء في حدّ ذاته. مستشعرات الRGB عليها أن “ترشّح” الضّوء, بهدف تحديد أيّ لون يتوافق مع المكان.

و عبر هذا, فهذه المستشعرات تضيع التّفاصيل الّتي يمكن إستخدامها, بشكل آخر, لصنع صورة أكثر وضوحا.

و صرّحت شركة هواوي بأنّ إستخدام مستشعرين إثنين يمكّن هاتفي P9 و Mate9 من إلتقاط الضّوء بنسبة 270 % أكثر من هاتف آيفون 6s , و بنسبة 70 % أكثر من هاتف S7.

huawei-mate-9-first-impr-12

إذن كيف تعمل الكاميرتين الإثنتين مع بعضهما ؟

كلتا الكاميرتين تلتقطان الصّورة بشكل متزامن, و بالتّالي فإنّ هاتفا P9 و Mate9 يستعملان قوّة الكاميرا الأولى و قوّة الكاميرا الثّانية في ذات الوقت لخلق صورة واحدة تكون أفضل ممّا يمكن أن تنتجه كلّ كاميرا على حدة. كاميرا الصّورة الملوّنة مهمّة للغاية لإنتاج الصّورة الملوّنة العاديّة الّتي يريدها الجميع. لكن من خلال الجمع بين “معلومات الألوان” و التّفاصيل الأغنى لوضوح صورة الmonochrome, ستتحصّلون على نتيجة ستبدو, نظريّا, أفضل بكثير ممّت قد تنتجه كاميرا واحدة بنفس حجمها و جودتها.

هذا الأمر من المفروض أن يكون ملحوظا بشكل خاصّ في “التّركيزات” اللّامعة و المنيرة و في الأطياف القاتمة, أين يمكن بسهولة “غسل” التّفاصيل أو نسيانها من طرف مستشعرات أصغر حجما.

لماذا لا نستعمل كاميرا واحدة جيّدة فحسب ؟

لأنّ هذا الأمر صعب التّحقّق على هاتف ذكيّ. إذا أردتم صورا أفضل, فهذا يعني , إجمالا, إستخدام كاميرا أكبر, بإمكانها إلتقاط المزيد من الضّوء, و بالتّالي أكثر دفق من التّفاصيل. لكن الهواتف الذّكيّة أصبحت الآن ذات أحجام صغيرة أكثر فأكثر, و بالتّالي فإنّ الإختيار أصبح كالتّالي : أضف “وصلة” للكاميرا, أو  جد طريقة مبتكرة و ذكيّة . هواوي توجّهت نحو الإختيار الثّاني !

هواوي إلتجئت إلى الشّراكة مع Leica , الّتي تباع كاميراتها بأكثر من 7 آلاف دولار. هل يساعد هذا الأمر ؟

قد يكون العملاق الألمانيّ Leica مدمجا في هذا الموضوع, لكن لا يجب أن ننتظر أن يملك هاتفا P9 و Mate 9 نفس العدسات و أن تعانق جودة هذه العدسات نفس جودة Leica التّاريخيّة.

عوضا عن هذا, يمتلك هاتفا P9 و Mate 9 عدسات تسمّى “مرخّصة من Leica” , و هو ما يعني أنّ شركة Leica لها يد في تطويرها. لكن Leica لديها عادة تتمثّل في وضع إسمها على كاميرات شركات أخرى, فقط لتحسين جودة هذه الكاميرات, و هذا ربّما ما يحصل في هذه الحالة.  إنخراط Leica في هواتف هواوي قد يكون عاملا مساعدا بإمتياز, لكن لا تضعوا الكثير من التّطلّعات عليه.

هل أنّ إمتلاك كاميرتين يبطئ من عمل وظائف التّصوير ؟

لا يوجد سبب حقيقيّ للتّفكير في أنّ هذا قد يحصل, و هواوي كانت تحاول حتّى الإسراع في الأمور, من خلال إضافة “معالج عميق” إلى الهاتف. شركة Huawei قالت بأنّ هذا المعالج بإمكانه حساب درجة التّركيز (Focus) أسرع بنسبة 200 % من كاميرا تعتمد على البرمجيّة (software) .

هذا يعني, بالأخصّ, بأنّ هاتفا P9 و Mate9 من المنتظر أن يكونا قادرين على حمل المشهد إلى “المستوى التّركيزيّ” بشكل سريع جدّا, يتوافق تماما مع اللّحظة الّتي تكونون فيها مستعدّين للتّصوير.

لماذا توجد وضعيّات متعدّدة للتّركيز (focus) ؟

إعتمادا على ماهيّة المشاهد الّتي تلتقطونها, يستخدم هاتفا P9 و Mate 9 وضعيّة تلائم أكثر المشهد. فبالنّسبة للموادّ الأقرب (subjects proches) , يستخدم P9 و Mate 9 خاصّية “التّركيز اللّيزري”. و هذه تقنيّة نموذجيّة و عاديّة رأيناها في الكثير من الهواتف الذّكيّة مؤخّرا, بما فيها هواتف Nexus 6P المصنّعة من طرف هواوي, و هي تأخذ بعين الإعتبار, قياس المدّة اللّازمة لكي يبلغ “اللّيزر” هدفه ثمّ يرتدّ من جديد, ليسمح للكاميرا بمعرفة كم يبعد “الغرض” المزمع تصويره عنا بالضّبط.  من أجل إلتقاط صور للأغراض من مسافة بعيدة, فإنّ هاتفي P9 و Mate 9 هما قادران على إستنتاج ماهيّة الشّيء الّذي يجب التّركيز عليه أثناء التّصوير, بنفس الطّريقة الّتي تقوم بها العين البشريّة, حيث أنّهما تقومان بتثليث “الغرض” المراد تصويره بإستعمال “نقطتي نظر”. و إذا لم يعمل أيّ من هذا, فإنّ الهاتف قادر كذلك على إستعمال خاصّية “الإلتقاط المتضادّ”, و الّتي تعتبر أكثر بطءا بصفة عامّة.

كيف تكون العروض المباشرة للكاميرا بتلك القوّة ؟

لا تعوّل هواوي فقط على ما تلتقطه كاميرا P9 أو Mate 9 , فهي كذلك تحسّن من هذه الكاميرا, عبر “البرمجيّة” (software) , من خلال محاكاة الميزة الجماليّة لجودة الضّبابيّة أو ما تعرف ب”bokeh” , إلى جانب “إزهارات الضّوء” الخارجة عن إطار التّركيز (out-of-focus blooms) , و الّتي عادة ما تشاهدونها في خلفيّة الصّور الفوتوغرافيّة.

الهدف من هذا هو إعطاء الصّور الملتقطة عبر P9 و Mate 9 , مظهرا أو مسحة تكون أقرب لما يمكن أن تتحصّلوا عليه من كاميرا أخرى تكون أكبر و أجمل.

التّأثير المتحصّل عليه يكون متأقلما و مهيّأ , بشكل لا تكونن معه ملتصقين بما يقرّره القسم البرمجيّ. و في الواقع, يمكن أن تعمل الكاميرا بأكملها عبر الوضعيّة اليدويّة.

هل هي بالفعل تلتقط صورا جيّدة ؟

هذا هو السّؤال الأهمّ على الإطلاق !  شركة Huawei كانت قد أصدرت باقة صغيرة من عيّنات الصّور الملتقطة من هاتفي P9 و Mate 9 , و في غالبيّتها, بدت هاته العيّنات مدهشة حقّا.

Huawei_Berlin_2.0

Huawei_Madrid_1.0

Huawei_London_2.0

Huawei_Paris_1.0

Huawei_Berlin_4.0