يتوقّع أغلب الملاحظين أن تتمكّن شبكة Netflix الأمريكيّة من إنتاج أفلام أكثر ممّا ستنتجه الأستوديوهات الأمريكيّة الثّلاث الكبرى ( و Warner Bros و Universal Pictures) , و ذلك في أجل غير بعيد أبدا : سنة 2018 القادمة !

إذن خطر جديد يتهدّد العملاق Hollywood , و هو وصول منصّات إلكترونيّة ضخمة ذات إنتشار و قيمة مهولة. و نحن هنا نتحدّث عن Apple و و Amazon و أيضا Netflix ,و هاته الشّركات أبدت إستعدادها لضخّ المزيد من الأموال في هذا القطاع, و بمقادير لم يشهده القطاع في تاريخه !

مصادر إعلاميّة أفادت بأنّه من المنتظر أن تنتج مجموعة Netflix لوحدها خلال سنة 2018 المقبلة, عددا كبيرا من الأفلام, سيتجاوز حتّى ما ستنتجه الأستوديوهات الثّلاث الكبرى الأمريكيّة مجتمعة ! و نحن هنا نقصد بالطّبع كلّا من Disney و Warner Bros و Universal Pictures , و الّذين يشكّلون دعائم إمبراطوريّة هوليوود.

و بالمناسبة, هذه الأفلام الّتي ستنتجها Netflix , لن تشاهدوها أبدا في قاعات السّينما !

فهي ستكون ,في الواقع, ملكيّة حصريّة لNetflix , و الّتي كانت تصنّف منذ 10 سنوات فقط, كشركة صغيرة تقوم بكراء أشرطة الفيديو !

netflix-streaming-3-1500x1000-1200x630-c-ar1-91

الأرقام و الإحصائيّات الجديدة الخاصّة بالثّلاثيّة الثّالثة من عام 2017, و الّتي قامت شركة Netflix يوم الإثنين 16 أكتوبر الماضي, حملت توضيحا باهرا على هذا التّحوّل الكبير في موازين القوى !

فقد تندهشون إذا علمتم أنّ رقم المعاملات (chiffre d'affaires) الخاصّ بNetflix , إرتفع بنسبة 30 % , و من المنتظر أن تتجاوز قيمته سقف الإثني عشر مليار دولار ( ما يعادل 10.2 مليار أورو) . هذه المرابيح تضاعفت مرّتين في عام واحد, و بالتّالي فإنّ مؤشّرات الإستثمار (prévisions d'investissement) الخاصّة بها قد تضخّمت بشكل مذهل !

خلال سنة 2018 القادمة, من المرتقب أن تضخّ مجموعة Netflix ما يقارب 8 مليار دولار لشراء محتويات جديدة و تقديم إنتاجاتها الخاصّة : سلسلات تلفزيّة ( على غرار سلسلة Narcos الّتي شهدت نجاحا ساحقا مؤخّرا) , أو كذلك أفلاما سينمائيّة طويلة و برامج و منوّعات من كلّ الأصناف. و هذا الرّقم الماليّ هو أكبر بأربع مرّات ممّا أنفقته قناة المشفّرة ( المنتجة لسلسلة Game of Thrones الشّهيرة).

شبكة Netflix : قلب الإنترنت النّابض الجديد !

إبتكرت شبكة Netflix منصّة إعلاميّة (Média) جديدة, يهدّد نجاحها حاليّا عالم التّلفزيون و أيضا عالم السّينما. و القنوات التّقليديّة أصبحت تعيش كابوسا حقيقيّا اليوم ( خاصّة في الولايات المتّحدة).

فقد أشارت تقارير حديثة إلى أنّ المزيد و المزيد من الأمريكييّن يجنحون حاليّا إلى التّخلّي عن قنوات “الك” , و الإشتراك في خدمة Netflix , الّتي توفّر هامشا لا محدودا من الإختيارات و الخيارات.

إذن, Netflix ليست مجرّد “حنفيّة” تضخّ الفيديوهات بمقابل, كما كنّا نعتبرها في البداية, بل يبدو أنّها بالفعل بديل حقيقيّ لعرض المحتويات و الإنتاجات السّمعيّة-البصريّة, حصريّا و بتنافسيّة كبيرة !

NetflixLaunch