منذ نحو 20 سنة و نحن نشاهد إسم الشّعار الأيقونيّ , إفتراضيّا, على جميع الأجهزة الّتي نمتلكها , من سمّاعات الأذن إلى مضخّمات الصّوت و غيرها من الإكسسوارات.

كما هو الحال مع معظم أسماء المنتجات الّتي تعترضنا يوميّا, غالبا ما نسلّم بأنّها سمّيت بتلك الأسماء, و نمضي في حال سبيلنا. و الأسماء هنا متعدّدة مثل Frappuccino أو .

لكن ماذا عن Bluetooth ؟ من أين جاء هذا الإسم الّذي يحيل على تكنولوجيّة شهيرة ؟

في الواقع, تسمية Bluetooth تعود إلى القرن العاشر, و هي في الأصل إسم ملك إسكندنافيّ !

“هارالد غورمسون” الملقّب ب”Bluetooth” كان ملكا من ملوك “الفايكينغ” و قد حكم الدّانمارك و النّرويج من سنة 958 إلى سنة 985 ميلادي. و من أبرز إنجازاته, توحيده للدّانمارك و النّرويج تحت حكم واحد آنذاك.

الملك غورمسون عرف عنه كذلك إمتلاكه ل”سنّ ميّت” داخل فمه, ذي لون أزرق داكن و طيف رماديّ . و من هنا إنبثقت كنية “Blatard” , و الّتي عندما نترجمها من منشئها الدّانماركي إلى اللّغة الإنقليزيّة, تعطينا مرادف “Bluetooth” !

screen shot 2017-03-17 at 22315 pm.png

لكن كيف كانت جذور تكنولوجيّة “بلوتوث” اللّاسلكيّة الّتي نستخدمها الآن في أجهزتنا ؟

التّاريخ يعود إلى سنة 1996, حينما كانت تكنولوجيّة التّردّدات قصيرة المدى, في بداياتها. ثلاث شركات صاعدة آنذاك كانت تمتلك في جرابها ثلاث تكنولوجيّات مختلفة, و هي شركة Intel الأمريكيّة من خلال برنامج يطلق عليه إسم  Biz-RF , و شركة الإتّصالات السّويديّة Ericsson من خلال تكنولوجيّة MC-Link , و شركة الفنلنديّة عبر برنامج Low RF.

الأقطاب التّكنولوجيّة الثّلاث سرعان ما تيقّنوا بأنّ أفضل طريقة للتّقدّم بصناعة التّكنولوجيا خطى عملاقة إلى الأمام, و تجنّب التّقطّع و المطبّات, هو إنشاء معيار واحد و موحّد للشّبكات اللّاسلكيّة.

و في شهر ديسمبر من عام 1996, إلتقى ممثّلون عن كلّ شركة, في مقرّ Ericsson في مدينة Lund بالسّويد, من أجل التّخطيط لصناعة معيارهم التّكنولوجيّ الجديد. و قبل أن يبدأوا في الأمور التّطبيقيّة, قرّروا أنّهم يحتاجون لإختيار إسم كود رمزيّ للمشروع, بينما هو في مرحلة التّطوير .

ممثّل شركة Intel , آنذاك, جيم كارداش, إقترح أنّ الإسم الوقتيّ قد يكون “Bluetooth” , و حجّته في هذا الإقتراح كانت بسيطة :

” ملك الفايكينغ, هارالد “بلوتوث” أو صاحب “السّن الزّرقاء” , كان مشهورا بتوحيده للمنطقة الإسكندنافيّة, بالضّبط كما نحن هنا بصدد توحيد صناعات الحواسيب و الشّبكات الخلويّة, من خلال رابط لاسلكيّ قصير المدى”

bluetooth-symbole-d-39-interface-forme_318-32205

بطريقة ما, لم تنته قصّة منشأ Bluetooth عند ذلك الحدّ. حيث ما إن حصلت تلك التّكنولوجيّة على إسمها الرّسميّ, كانت بحاجة, من ثمّ, إلى شعار مميّز.

في هذا الإطار, تمّ إختيار شعار ” B ” المعروف حاليّا, و هو يعود إلى الحرف الأوّل من لقب الملك Blatand , و هو في صيغته الحاليّة المعروفة لنا جميعا, مكتوب بالأحرف الدّانماركيّة !