انتشار هواتف أبل محدود في الهند، هذا معلوم، لكنّ الأمر قد يتطوّر لحظر انتشار أجهزتها تماما في السوق الهندية. وينتهي بالتالي وجود عملاق التقنية في بلد يمثّل ثاني أكبر سوق هواتف ذكية في العالم. 

تخوض شركة أبل نزاعا مع شركة الاتصالات الهندية، التي تهدّد بحظرها ما لم تمتثل للقوانين المحلية فيما يخصّ البريد المزعج (Spam). فهيئة تنظيم الاتصالات في الهند (Trai) تُلزم جميع الشركات المصنّعة للهواتف الذكية بتثبيت “فيلتر Filtre” للبريد المزعج، تعتمده الحكومة. ويشمل هذا الإجراء جميع الأجهزة التي تباع ضمن حدود الدولة الهندية.

في المقابل، ترفض شركة أبل الالتزام بهذا الشرط، وتصرّ على استخدام تقنيتها الخاصة للتعامل مع السبام. بل وتتهم التطبيق الذي تشترط الجهات الهندية المسؤولة تثبيته على الأجهزة، بانتهاك خصوصية المستخدمين، وجمع الكثير من بياناتهم الشخصية. وهو ما يتعارض مع سياسة أبل.

ذهبت أبل أبعد من هذا، وطلبت بتاريخ 18 جوان من السلطات الهندية تنازلا رسميا للتغلّب على القيد التي تفرضه هيئة تنظيم الاتصالات، التي يبدو أنها لا تنوي التراجع. فقد أعلنت في شهر جويلية الفارط أنّها تمهل جميع الشركات -دون الإشارة لشركة أبل مباشرة- مدة تقدّر بستة أشهر للامتثال لشروطها، أو منعها من الاتصال بالشبكة الوطنية.

لن يتطلّب الأمر اتفاقا أو يتم استباقه بمفاوضات. حظر شركة أبل من السوق الهندية، قد يتمّ مباشرة، ما لم تمتثل للشروط. تواجد الشركة الأمريكية محدود جدا في الهند، فأسعار هواتفها تفوق بكثير القدرة الشرائية في البلاد. ويبدو أنّ غيابها التام، لن يشكّل فارقا.