نجحت التكنولوجيا في يومنا هذا في تطوير حلول لأكثر المشاكل التي تواجه العالم تعقيدا وذلك بقيادة الشركات التكنولوجية الرائدة.

والآن وقد بات الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر وإيجاد بدائل للطاقات والحد من انبعاثات الكربون هاجس تتشاركه الحكومات والمنظمات حول العالم، هل بادرت شركات التكنولوجيا بلعب دورها المنوط به؟

تهتم بعض الشركات التكنولوجية بتطوير منتجات وخدمات ذكية تسد في أغلبها الحاجيات اليومية للأفراد، بينما يذهب بعضها الآخر إلى مشاركة العالم تحدياته ومده بالآليات التي تساعده على مواجهة القضايا المستجدة.

وهذا يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن عملاقة التكنولوجيا الصينية التي استفادت من خبرتها المتقدمة في البحث والتطوير لتكون من بين أولى الشركات العالمية التي أطلقت حلول تكنولوجية في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة.

فبفضل مجموعة اعمالها “ Digital ”، تساعد هواوي في إنشاء أنظمة طاقة جديدة تعتمد بشكل أساسي على الطاقة المتجددة وتبني توائم رقمية لعالم الطاقة، فضلا عن بناء مراكز بيانات وشبكات صديقة للبيئة ومنخفضة الكربون وذكية. وتقدم ا خدماتها لثلث سكان العالم في أكثر من 170 دولة ومنطقة.

لكن كيف جسدت هواوي ذلك على أرض الواقع؟

لدى مشاركتها الفاعلة في مؤتمر الأطراف (COP27) الذي عقد في شرم الشيخ مؤخرا في نوفمبر 2022، وجهت هواوي أنظار العالم إلى أهمية تقنية المعلومات والاتصالات (من بينها الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والحوسبة السحابية) في تمكين القطاعات من تحسين العمليات والحد من استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية.

حيث  توصلت هواوي إلى تطوير حلول طاقية بالاستعانة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد شملت هذه الحلول بالأساس الطاقة الكهروضوئية الذكية والمرافق المخصصة لمراكز البيانات وأنظمة الطاقة mPower للسيارات الكهربائية وشبكات توفير الطاقة في المقرات وحلول الطاقة المتكاملة.

ولعل أبرز هذه الحلول هي الجيل الجديد من حلول إمدادات الطاقة “PowerPOD 3.0” الذي كشفت عنه مؤخرا خلال حدث إطلاق مرفق مركز بيانات الجيل التالي من هواوي في ماي 2022. ويعمل هذا الحل على تحسين التخطيط وبناء نظام إمداد طاقة يدور حول البيانات ويمكن من حفظ استهلاك الطاقة بنسبة 70% وبمعدل خطأ أقل بنسبة 40%.

وبتوفير حلول الطاقة الرقمية، ساعدت  هواوي عملائها إلى حدود جوان 2022 على توليد 588.5 مليار كيلو واط في الساعة من الطاقة النظيفة والحد من استهلاك الكهرباء بـ17 مليار كيلو واط في الساعة، مما أدى إلى خفض 290 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، أي ما يعادل زراعة 390 مليون شجرة.

وقد طورت محولات طاقة شمسية تحمل اسم FusionSolar، تتميز بفاعليتها من حيث التكلفة وخلوها من المخاطر وسهولة التركيب والتشغيل والتشخيص وإصلاح الأعطال بفضل أحدث تقنياتها للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

وسعيا لتعميم الاستفادة من خدماتها، عقدت الشركة الصينية شراكات لتنفيذ مشروع البحر الأحمر الذي يعد بمثابة أفضل وأكبر نظام لتخزين الطاقة على المستوى العالمي.

وبحثت هواوي كذلك حلولا لتحسين كفاءة الطاقة في مراكز البيانات، حيث أطلقت حل “iCooling@” الذي يتيح استخدام ثلث الطاقة التي يستهلكها مركز البيانات لمنشآت غير متعلقة بتكنولوجيا المعلومات مثل مكيفات الهواء التي تحتاج أكبر قدر من الطاقة.

كما أطلقت الشركة الهوائي النظيف والذي يغطي مساحة تصل إلى 500 متر ويستهلك نصف طاقة النقل مما يحد من استهلاك الطاقة بنسبة 30%.

وظفرت هواوي بفضل حلولها الذكية لمواقع الطاقة الخضراء بجوائز مرموقة ونجحت في تحويل نظام إدارة طاقة شبكات الاتصالات من نظام تقليدي غير مجد إلى نظام إدارة فاعل ونظيف.

أما على الصعيد الإقليمي فتقترح هواوي شبكة مستهدفة للطاقة الرقمية للمساعدة في تمهيد الطريق لإفريقيا خضراء منخفضة الكربون، والحال أن جوهر القوة الرقمية أصبح في دمج الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البث مع تكنولوجيا توليد الطاقة والحرارة وتخزين الطاقة.

وعلى سبيل المثال، استبدلت هواوي مولدات الديزل بالألواح الشمسية والتي توفر مصدرا نظيفا للطاقة الكهربائية في كل من نيجيريا وأنغولا.

عدا أنها لم تتخلف عن إدراج أهداف الطاقة النظيفة صلب برامجها الموجهة إلى المواهب الشابة، وقد تجلى ذلك في برنامج “Thousand Digital Power Talents Programme” الذي استفاد منه مؤخرا 100 شاب وشابة نشطاء في مجال الطاقة الشمسية في جنوب إفريقيا.

وتتطلع هواوي تونس أيضا إلى دفع عجلة الرقمنة في البلاد واستحداث نظام طاقي يساعد على تكريس أهداف التنمية المستدامة.

ومن بين الأمثلة الجديرة بالذكر أنها عقدت منذ سنة 2017 اتفاقا مع شركة SIAME لتطوير حلول العدادات الذكية لفائدة الشركة التونسية للكهرباء والغاز () وتبدي الآن استعدادها لتزويد السوق التونسية بمحولات الطاقة الشمسية الذكية.

شهدنا في مختلف المناسبات أوجه عديدة لشركة هواوي؛ تأرجحت بين الشركة الرائدة في تطوير الأجهزة والخدمات الذكية، والشركة التي تلتزم بمسؤوليتها الاجتماعية، فضلا عن الشركة التي تسعى إلى تمكين المرأة في مجال التكنولوجيا وصولا إلى حرصها على مد العالم بحلول تمكنه من  بلوغ مستوى الحياد الكربوني واعتماد الطاقات المتجددة.

وهذا خير دليل على أن هواوي  تُبْلِي بلاءا حَسَنًا مِنْ حيث تنْوِيع مجالات اهتمامها ومواكبة التغيرات الطَّارِئةِ عَلَى احتياجات الْعصْر وأنها تَضع المنفَعة الجماعِيَّة علَى رَأسِ أولوياتها.