بالتوازي مع التقدّم والتطورات التي تشهدها تكنولوجيات المعلومات والاتصال يشهد العالم بروز طرق جديدة وجريئة في التدريس والتعليم. وإدراكا منها لهذا التطوّر والإضافة التي يمكن أن يقدمه للوسط المدرسي التونسي قامت مجموعة من الأساتذة المختصين في البيداغوجيا بإنشاء برنامج ” فسكي ” (FasQI) الذي يهدف بالأساس إلى ض تكوين “أون لاين” من أعلى مستوى.

وللإشارة فإن كلمة ” فسكي ” أو ” فوسكة ” هي كلمة شهيرة معروفة لدى التلاميذ كدليل على ورقة صغيرة يكتب عليها التلميذ ملخّصا للدرس ثم يستعملها للغشّ يوم الإمتحان. استراتيجية الاتصال لرقم واحد في المراجعة في تونس تقوم على الفكرة التالية: إن أفضل طريقة ” للغشّ ” هي أن تحفظ درسك عن ظهر قلب. (انما الحيلة في ترك الحيل )

يعتبر ” فسكي ” رقم واحد في المراجعة في تونس، وهو عبارة عن قاعدة مساعدة مدرسية على الأنترنات دخلت حيّز التطبيق منذ شهر نوفمبر 2016 وهي موجهة إلى التلاميذ التونسيين.

تستهدف هذه الطريقة المستحدثة في التدريس التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 20 سنة وهي الفئة التي تسجّل حضورا قويا على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال “” و “إنستاغرام” و “” و””.

وحسب دراسة قامت بها وزارة التربية فإن العائلات التونسية تنفق سنويا حوالي 700 مليون دينار على الدروس الخصوصية وإن حوالي 6 ملايين ذكي سجلت اتصالها بالنّات في تونس سنة 2016 وإن 80 في المائة من التونسيين يستعملون الأنترنات من خلال الهاتف الجوال, وعلى هذا الأساس وبما أن الدروس الخصوصية التقليدية تتطلب من التلاميذ التنقل وإضاعة الوقت والجهد فإن هدف ” فسكي ” هو تسهيل المهمة من خلال اقتراح حلّ غير محدود في الزمن والمكان وبالتالي ضمان مستوى رفيع من التكوين دون الحاجة إلى أي تنقّل وكذلك اقتراح حلّ اقتصادي للأولياء ( الاشتراك في هذه الخدمة لا يتجاوز10 دنانير في الشهربعد مدة إستعمال مجانية. هذه الخدمة هي سوق ما فتئت تتطور في تونس، وقد انتقلت من 23 في المائة سنة 2012 إلى 64 في المائة سنة 2015.

وتجدر الإشارة إلى أنه توجد مواقع للمساعدة على الدراسة لكنها تستعمل أساليب كلاسيكية ومحدودة من الناحية التكنولوجية إذ لا تعتمد إلا على الرسومات والتسجيلات الصوتية. وفي المق فإن ” فسكي ” يحتل المرتبة الأولى في السوق التونسية إذ يقترح حصص فيديو ينشّطها أساتذة باستعمال أسلوب تخاطب سهل الاستيعاب بالنسبة إلى التلاميذ الصغار والشبان.

تكمن نقطة قوة ” فسكي ” في قدرتها على كسب ثقة التلاميذ والأولياء من خلال محتوى جيد ودسم إذ توفر ” فسكي ” أكثر من 80 شريط فيديو أسبوعيا يقع ها يوميا حسب تطورات الدروس الحكومية، وهذا يوفّر الدروس 24 ساعة على 24 بواسطة تطبيقة على الهاتف الجوال تسمح للتلاميذ الوصول إلى تلك الدروس بكل حرية مع برنامج خاص بتلاميذ الباكالوريا إضافة إلى التفاعل مع الأساتذة والتمارين والمسابقات…

ومن أجل تحقيق الهدف المنشود بطريقة ناجعة فأن ” فسكي ” تعوّل على فضول التلاميذ من خلال استعمال كلمة ” فسكي ” التي تثير فيهم ذلك الفضول (ومضات فيديو وألعاب أنترنات ومعلقات … وغيرها). أما الخطاب المستعمل فهو يتلاءم مع هذا الجيل لكن دون إهمال الجانب البيداغوجي على غرار احترام اللغة وتناغم الدروس. وهذه في الحقيقة عبارة عن قاعدة سهلة وعمليّة لكنها تستخدم آخر التكنولوجيات بالإضافة إلى موقع على الأنترنات منظّم وغنيّ بالمعلومات ويقترح على المستخدم إبحارا سهلا وسلسا.

ويهدف ” فسكي ” إلى بلوغ 200 ألف زائر ونسبة تحويل بعشرة (10) في المائة خلال السنة الدراسية 2016 – 2017. ويهدف أيضا إلى جعل التلاميذ المسجلين أوفياء لهذا البرنامج وإلى زيادة عددهم في السنوات الدراسية القادمة.