مدينة Lalibela المقدّسة القديمة, و الّتي ترتفع على 2.500 قدم عن مستوى سطح البحر في المنطقة الشّماليّة من دولة أثيوبيا, تفتخر بكونها تشهد أوضح المشاهد الطّبيعيّة اللّيليّة, من خلال مظهر ناصع للغاية للسّماء في اللّيل.

الفلكيّون الأثيوبيّون يحلمون بأن تستضيف الجبال المحيطة بمدينة Labela ,يوما ما, مشروع ملاحظة من الصّنف العالميّ الأوّل, و ذلك لمنافسة عمالقة هذا المجال في كلّ من الشّيلي و هاواي. و في الواقع, تطمح أثيوبيا إلى أكثر من مجرّد الملاحظة الفلكيّة للنّجوم, فهي تريد إطلاق أقمارها الصّناعيّة الخاصّة !

في شهر جانفي الماضي, قالت الحكومة الأثيوبيّة بأنّها ستطلق قمرا صناعيّا ذي إستخدامات مدنيّة و بتصنيع صينيّ, إنطلاقا من قاعدة إطلاق صواريخ عابرة للقارّات, و ذلك في غضون السّنوات الخمس القادمة.

هذا القمر الصّناعيّ الجديد سيكون مصمّما حسب الخصوصيّات الجيولوجيّة الأثيوبيّة, و سيستخدم لمراقبة المحاصيل الزّراعيّة و رصد أحوال الطّقس, و ربّما حتّى للتّجسّس على الدّول المجاورة !

كما تريد الحكومة الأثيوبيّة التّقليص من حجم الإعتماد على الإتّصالات الخارجيّة, من خلال إطلاق قمرها الصّناعي للإتّصالات الخاصّ بها قريبا.

و من خلال وضع أقمارها الصّناعيّة الخاصّة في المدار (Orbit) , ستلتحق أثيوبيا بالفريق المختار من البلدان الإفريقيّة الّتي حقّقت هذا الإنجاز بالفعل : نيجيريا أطلقت 5 أقمار صناعيّة منذ سنة 2003, و الّتي ساعدت ,حسب تصريحات الحكومة المحلّية, في محاربة الإرهاب. كذلك, أرست دولة جنوب إفريقيا العديد من الأقمار الصّناعيّة المصنّعة محلّيا في الفضاء الفسيح. كما أنّ مصر كانت قد أطلقت أيضا قمرين صناعييّن للملاحظة, لكنّهما فشا في البقاء, لكي تتولّى بعد ذلك شركة Nliesat الخاصّة, مهمّة الإتّصال. هذا إلى جانب دول كينيا و أنغولا و غانا الّتي كانت لديهم تجارب مماثلة.

التّمكّن من إجراء الإتّصالات أو إلتقاط الصّور من الفضاء, سيوفّر بعض المنافع الإقتصاديّة. حيث أنّ بناء خرائط واضحة و دقيقة للبلاد, سيمكّن من تقوية الإنتاجيّة الفلاحيّة, و بناء بنى تحتيّة أكثر صلابة و عمقا للمدن. كما أنّ الإستثمار في علوم الفضاء من شأنه أن يساعد في تسريع النّموّ الصّناعي.