الأمر شبيه بنتف أوراق الزهرة الواحدة تلو الأخرى! نعم، هكذا بدا ايلون ماسك  وهو يوجه ضربات متتالية إلى العملة الرقمية الأولى عالميا .

غير أن البداية كانت عكسية، ففي 29 جانفي 2021 أضاف ايلون ماسك وسم #Bitcoin إلى خانة الوصف بحسابه الرسمي على تويتر فسجلت العملة قفزة هامة من 32000 دولار إلى 38000 دولار.

وبعد بضع أيام جاء تصريح لماسك على تطبيق Clubhouse قال فيه “حتى الآن أظن بأن بتكوين شيء جيد، وأنا داعم لعملة البتكوين”.

وفي شهر فيفري أعلنت شركته المصنعة للسيارات الكهربائية Tesla عن استثمارها في البتكوين بقيمة مليار ونصف، كما أتاحت شراء سياراتها بإستعمال هذه العملة.

كل ذلك كان يصب في مصلحة العملة الرقمية Bitcoin، إلى أن أبدى ايلون ماسك مساندته لعملة  عبر تغريدة على تويتر شارك فيها صورة لها على سطح القمر مصحوبة بعبارة “حرفيا”.

فيما حافظت البتكوين على نسق تصاعدي إلى أن تخطت سقف 63 ألف دولار، في غضون ذلك نشر ماسك تغريدة يوم الإربعاء 13 ماي لاقت تفاعلا كبيرا وقد تضمنت مخاوف شركته Tesla من الإستعمال المكثف للوقود الأحفوري عند تعدين عملات البتكوين.

وأضاف بأن العملات الرقمية تمثل مستقبلا واعدا لكنها لن تكون أكثر أهمية من البيئة.

وجاء في نص التغريدة بأن شركة Tesla قررت إيقاف التعامل بعملات البتكوين، وستبحث عن عملات رقمية تستهلك ما لا يتجاوز 1% من الطاقة التي تستهلكها بتكوين عند التعدين.

وهو ما أدى إلى هبوط سعر أكبر العملات المشفرة في العالم من نحو 54 ألفا و819 دولارا إلى 45 ألفا و700 دولار، وهو أدنى مستوياتها منذ أول مارس 2021، بعد مرور أقل من ساعتين على التغريدة.

لكن الأمر لم يقف عند ذلك الحد، فقد ألمح ايلون ماسك مجددا يوم الأحد 16 ماي إلى أن ا باعت أو من المرجح أن تبيع ممتلكاتها بالعملة الرقمية، لتهبط بتكوين بأكثر من 5 آلاف دولار يوم أمس.

وعوضت نصف تلك الخسائر تقريبا في التعاملات الآسيوية المبكرة، وكانت في أحدث تعاملات عند 51 ألفا و99 دولارا.

وقد شمل هذا الإضطراب سوق العملات الرقمية،  حيث خسرت الإيثيريوم نسبة 14% من قيمتها وتراجعت دوجكوين بنسبة 20% تقريبا.

ووسط ظروف السوق المضطربة لبيتكوين، يبدو أن المستثمرين المؤسسيين قد عززوا تراكمهم من العملات المشفرة البديلة الأخرى، مع تحديد التقرير التدفقات الداخلة إلى منتجات الاستثمار في الأصول المشفرة بقيمة 48 مليون دولار عند استبعاد البيتكوين.

وخلال صباح اليوم، تتداول عملة Ethereum على صعود بنسبة 6.31% مق الدولار الأمريكي قرابة المستويات 3490 دولار. وحاليا، أصبحت تهيمن على حصة 19.6% من سوق العملات المشفرة، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وذلك في محاولة للتعافي من الهبوط الأخير الذي تكبده سوق العملات المشفرة الأسبوع الماضي.

أرجع البعض هذا الاستهدف المتكرر للبيتكون من قبل ايلون ماسك إلى رغبته في جعل عملة Dogcoin بديلا لها، خاصة وأنه والآن قال أنه كان يعمل مع مطوري Dogecoin -العملة المشفرة المستوحاة من meme- لتحسين “كفاءة معاملات النظام” وأضاف بأن هذه العملة لديها إمكانات.

واعرب لاحقا عن عزم شركته SpaceX إطلاق قمر صناعي صغير DOGE-1 إلى القمر بتمويل كامل من عملة Dogcoin، مما أدى إلى تزايد المتداولين وبالتالي إرتفاع سعر العملة.

كما نشر مؤخرا استبيانا على صفحته الرسمية بتويتر يسأل فيها متابعيه “هل يمكن أن تقبل Tesla الدفع باستعمال عملة Dogcoin؟” وقد أجابت الاغلبية الساحقة بنعم، وهذا ما يجعل المحللين يتوقعون صعودا غير مسبوق لهذه العملة خاصة إذا قررت شركة Tesla قبول شراء سياراتها الإلكترونية مقابل عملات Dogcoin.

مع إحتلال عملة Ethereum المرتبة الثانية عالميا في سوق العملات المشفرة، ما هو مصير عملة Dogcoin؟ في المقابل هل ستحافظ Bitcoin على الصدارة أم أن تغريدات ايلون ماسك ستكون سببا لانهيارها؟