تواصل جمعيّة “بنزرت 2050” عملها بكلّ عزم و صبر . هذا الفريق الصّغير الّذي كوّن حديثا هيئته الإداريّة, خيّر مواجهة مختلف العقبات و مقاومة الإنتقادات و حتّى موجات السّخريّة و التّندّر . و قد ظلّ هذا الفريق وفيّا لإلتزاماته , و أكّد من جديد إرادته لجعل مدينة بنزرت , مدينة ذكيّة و مستدامة .

نذكّر بأنّ هذه المبادرة, الّتي إعتبرها البعض “طوباويّة” و بعيدة عن الواقع, تهدف إلى جعل بنزرت تتموقع كمدينة “ذكيّة”, رائدة على مستوى الجمهوريّة التّونسيّة و القارّة الإفريقيّة بأكملها, مع جعلها أرضا خصبة ذات طاقة إيجابيّة من أجل تحقيق نسق نموّ قويّ و متصاعد , مع التّركيز بشدّة على الطّاقات المتجدّدة و التّكنولوجيّات الحديثة .

هذا المشروع يطرح تحدّيات عظيمة, لكن يبدو أنّ هذا الأمر لم يحطّ من عزائم أو شغف هؤلاء المبادرين الشّبّان, الّذين هم في حاجة, بالطّبع, للدّعم على صعيد التّحوّل الإقتصادي و الإجتماعي لشركتهم الرّاعية للمشروع .

بعد نجاح منتدى أفريل 2017, من خلال إطلاق برنامج “بنزرت, المدينة المستدامة” , وضع هذا الفريق أمام حتميّة تحقيق نتائج فعّالة و عاجلة . و هم يترجمون حاليّا إلتزاماتهم, و يواصلون حملة التّحسيس الشّاملة , حيث أنّهم قاموا منذ وقت قصير بوضع “خارطة طريق” ستغطّي الثّلاثين عاما القادمة, مع مواصلة مسارهم في البحث عن إجراءات فوريّة على المدى القصير .

من المنتظر أن يرتكز برنامج تحويل بنزرت إلى “مدينة ذكيّة” , على الأشغال الكبرى للبنى التّحتيّة المخطّط لها خلال السّنوات الخمس القادمة ( جسور, غاز , ماء …)

يذكر أنّ جمعيّة Bizerte 2050 قد إتّخذت المبادرة الأسبوع الماضي, بتنظيم لقاء خاصّ, جمعها بالسّيد محمّد علي الشّيحي, سفير تونس في روسيا, إضافة إلى نخبة من رؤساء الشّركات و المؤسّسات و الجمعيّات, مع ممثّلين عن وسائل الإعلام, و ذلك للتّعريف بالمشروع و لبحث سبل تطويره و التّقدّم فيه أكثر .